اختصت سورة الصف بكلمة {أَحْمَدُ}
مرة واحدة وفي القران كله في الآية ٦ {وَإِذْ قَالَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} في حين ورد اسم النبي محمد في
القران كلة في ٤ آيات وهى سورة آل عمران الآية ١٤٤ (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ
مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) وفى سورة
الأحزاب الآية ٤٠ (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ
رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) وفى سورة محمد الآية ٢ (وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) وفى سورة
الفتح الآية ٢٩ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ
مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) بالإضافة لسورة كاملة تحمل اسمه بالإضافة للعديد
من الآيات التي تذكرة ضمنياً أو بصفته.
فما هو سبب الاختلاف في التسمية
وخاصة أنه بالبحث في الأناجيل المترجمة من اللغة اليونانية وهي لغة الإنجيل الأصلية
للغة العربية لم يتم وجود هذا الذكر، وللإجابة عن ذلك يجب مراعاة النقاط التالية:
-
أسماء
أنبياء ورسل الله لم يسمى بها أحداً من قبلهم كما جاء في سورة مريم آية ٦ {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى
لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} أي لم يسمى أحدا قبله بهذا
الاسم.
-
أصل كلمة
محمد هي اسم عربي مشتق من الجذر السامي "حمد" الذي يعني
"الحمد" أو "الشكر" ويعني الشخص الذي يحمد كثيرا أو المحمود
كثيرا، وأحمد هو اسم يُعبر عن الشخص الذي يُكثر من الحمد والشكر، أي أن الاسمان
محمد وأحمد يعودان لنفس الشخص ويستخدمان كلاهما في نعت ووصف الآخر وكما لقب الله
سيدنا يعقوب بإسرائيل واسم سيدنا إبراهيم في التوراة كان أبرام كما جاء في سفر
التكوين ١١ : ٢٦ {وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ ابْرَامَ وَنَاحُورَ
وَهَارَانَ} وفى عمر التسعة والتسعين تغيَر اسمه ليصبح “إبراهيم” سفر التكوين ١٧: ٥
{فَلا يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ ابْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إبراهيم لأني أجعلك
أبا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأمم} هذا ما ورد نصاً في العهد القديم {التوراة} فليس هناك
فرق بين الاسمين لكون الشخص واحد.
-
ليس معنى
أن نسخ التوراة لا تحتوي على هذه البشارة أن سيدنا عيسى لم يقلها وخاصة أنه توجد
أربعة أناجيل معترف بها في العهد الجديد للكتاب المقدس وهي: إنجيل متى وإنجيل مرقس
وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا
وكل واحد من هذه الأناجيل يقدّم وجهة
نظر فريدة عن حياة وتعاليم سيدنا عيسى، وبما أن هذه الرؤيا هي رؤيا وقول بشر وهم
أتباع وتلاميذ سيدنا عيسى المعروفين بالحواريين فيمكن أن يطالها السهو والخطأ وهذه
سمة البشر، ناهيك على أن من حملوا الكتاب ونسخوه يعد سيدنا عيسى لو قاموا بذكر ذلك
ولم يزيلوه لما كان سيكون لهم أتباع وكان كل أتباع المسيح سيؤمنون بمحمد اتباعاً
لبشارة سيدنا عيسى علية السلام.
محمد في التوراة والإنجيل
معنى الإشارة لسيدنا محمد في التوراة
والإنجيل أن الرب واحد في كل هذه الديانات.
ففي التوراة ذكر سيدنا محمد في سفر التثنية في الإصحاح ١٨ الفصل ١٨ {أُقِيمُ لهُمْ
نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ
فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ}
https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/bookIndex.php?book=1
وفى سفر إشعياء الإصحاح ٢١ الفصل ١٣
{وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ
تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ}
وفي سفر إشعياء الإصحاح ٤٢ الفصل ١ {هُوَذَا
عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ
رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ}
https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/bookIndex.php?book=29
فلو كان المقصود سيدنا عيسى فلماذا
لم يؤمن به اليهود ولماذا حاولوا قتلة؟
أما في الإنجيل ففي إنجيل يوحنا الإصحاح ١٤ الفصل ١٦ {وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ
فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ} والفصل ١٧ {رُوحُ
الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ
يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ
مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ} والفصل ٢٦ {وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ
الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ
وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ}
وفى إنجيل يوحنا أيضا في الإصحاح ١٥
الفصل ٢٦ {وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ
الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي}
والفصل ٢٧ {وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ}
وفى إنجيل يوحنا أيضا في الإصحاح ١٦
الفصل ٧ حتى ١٧ {لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ
أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ
إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ}
https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/bookIndex.php?book=53
وفي إنجيل متى الإصحاح ٣ الفصل ٣ {فَإِنَّ
هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي
الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً}
https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?book=50&chapter=3
وفي إنجيل لوقا الإصحاح ٤ الفصل ٢٤ {وَقَالَ:
«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولًا فِي وَطَنِهِ}
https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?book=52&chapter=4
ولقد فسر علماء النصارى على أن المعزي
في الإنجيل يُشار إليه للروح القدس، بمعنى أن المعزي هو الذي يعزي ويقوي ويوجه
المؤمنين في حياتهم ويعمل على إرشادهم وتقويتهم في جميع الأمور الروحية بعد صعود
يسوع إلى السماء، ويرى علماء المسلمين أنه إشارة واضحة للنبي محمد خاتم رسل الله،
ولم يثبُت أو نقل أو تواتر إن الروح القدس أرشد أحداُ من البشر أو علمه بتعاليم
السيد المسيح.
https://drnahass.blogspot.com/2024/12/blog-post_19.html