الاثنين، 18 يوليو 2022

هل كان آدم أول البشر

 هل كان آدم أول البشر

ورد في سورة آل عمران الآية 33

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ

لقد استهل الله الآية بآدم والاصطفاء بمعني اختار، والاختيار لا يكون إلا لموجود بين جماعة من العالمين وفى ذلك إشارة أن آدم قد اختاره الله من بين آخرين، فمن هم هؤلاء؟

ورد في سورة الأنعام الآية 133

وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ

لم يوفق أحد لبيان معني من ذريه قوم آخرين وقد تطرق البعض الي هذا المعني: أي كما أحدثتكم وأوجدكم من نسل قوم آخرين كانوا قبلكم، ولم يتم تحديد من هم هؤلاء القوم؟

وإذا تتبعنا المعني اللفظي لكلمة أنشأكم تعني خلقكم وأوجدكم وأخرجكم من ذرية أي من نسل، وكلمة أخرين تعني أنهم مختلفين عنا، وهذا يفتح المجال للبحث عن ماهية هؤلاء القوم وكما حثنا على ذلك ربنا في البحث عن كيف بدأ الله الخلق وكما ورد في سورة العنكبوت

أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)

أَوَلَمْ يَرَوْا عبارة للحث على التفكر والرؤية وهي رؤية العلم الذي كرؤية البصر فنحن لا نري الهواء ولكن ندركه والعاقل يعلم أن البدء من الله لأن الخلق الأول لا يكون من مخلوق وفي الآية التالية تأكيد على هذا المعني.

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

هذه الآية هي حث وطلب من الله لخلقة في البحث والتقصي عن كيفية بدأ الله للخلق وليس النظر لمخلوقاته وتدرجها في النمو كما فسرها السابقون فلم أهتدي لتفسير لهذه الآية يقبله العقل فالآية واضحة وهي البحث عن كيفية بدأ الخلق وليس عن كيفية وطريقه الخلق فهذا هو شأن الله وقدرته تبارك وتعالي.

وهذا الخطاب موجه للعامة ولكن يختص فيه علماء العلوم الطبيعية، وهذا ما حدث بالفعل ظهرت نظريات حول ذلك الموضوع فلماذا ننكرها وهي لا تتعارض مع قدره الله على الخلق وأنه سبحانه وتعالي قد طلب منا ذلك وخاصة أن نظريات العلم الحديث تتطابق مع ما جاء في القران فإن القران هو الحقيقة المطلقة.

فمن هذه الآيات يتضح أن آدم هو مخلوق من مخلوقات الله وقد شاءت إرادة الله بجعلة خليفة في الأرض بعد تسويته بإعطائه ووهبه العقل الذي يميزه عن سائر مخلوقات الله بما فيهم الملائكة عندما طلب منهم الله بإنبائه بأسمائهم كما جاء في سورة البقرة الآية 31

 وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ

فردت الملائكة: قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ

ومن هنا كانت بداية ذريه آدم من هذا الكائن العاقل، والذي يختلف عن هذا الكائن الذي قالت عنة الملائكة في سورة البقرة الآية 30

أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ

وهذا هو وصف الإنسان البدائي والذي تكلمت عنة نظرية النشوء والارتقاء والذي تؤيده الحفريات التي عثر عليها وما زالت تكتشف حتى اليوم، وهذه النظرية لا تتعارض مع خلق الله للإنسان ولكن الجدل أيهما آدم أهو ذلك الكائن الهمجي أم هو ذلك الكائن بعد تسويه الله له بوهبة العقل والإدراك والله أعلم. 

ليست هناك تعليقات: