الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

كلمات في القرآن سيء فهمها

 

كلمات في القرآن سيء فهمها، ورد في سورة النساء الآية ٣٤ (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) وقد فسرها الأوائل كما يلي واللاتي تخشون منهن عدم طاعتكم فعظوهن أي فانصحوهن وذكروهن بالكلمة الطيبة فإن لم تثمر فاهجروهن في الفراش فإن لم يؤثر ذلك فيهن فاضربوهن ضربا لا ضرر فيه ولا أدري من أين أتوا لا ضرر فيه فالضرب ضرب في المطلق وعلي فهم كل إنسان.

وقد وردت كلمة الضرب في القرآن الكريم بمعاني مختلفة منها التذكير والعرض والتمثيل كما ورد في سورة البقرة الآية ٢٦ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا)، وفي سورة الرعد الآية ١٧ (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ) وفي سورة إبراهيم الآية ٢٥ (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ) وفي سورة النور الآية ٣٥ (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ)، وفى سورة محمد الآية ٣ (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ)، وفى سورة الكهف الآية ٣٢ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ) وفي سورة الكهف أيضا الآية ٤٥ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

وجاءت بمعني الضرب المتعارف علية كما ورد في سورة الصافات الآية ٩٣ (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ)، وفى سورة محمد الآية ٢٧ (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ)، وفى سورة الأنفال الآية ١٢ (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)

وجاءت في سورة النور الآية ٣١ بمعنين ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ --- وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) وليضربن بمعني ليلقين ويسدلن، ولا يضربن الثانية بمعني يحدثن دب وخبط.

وجاءت بمعني يتنقلون كما ورد فِي سورة المزمل الآية ٢٠ (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ).

وجاءت بمعني اللمس كما في سورة البقرة الآية ٦٠ (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) والآية ٧٣ سورة البقرة (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا) وفي سورة الأعراف الآية ١٦٠ (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ).

وبالعودة للآية ٣٤ من سورة النساء فلقد كرم الله بني آدم رجالهم ونسائهم ولن يكون الضرب المتعارف علية وسيلة إصلاح وتقويم فهو إما وسيلة عقاب أو وسيلة تواصل وتماس كما ورد في الآيات السابقة فحينما طلب الله من سيدنا موسي ضربا الحجر ليس بغرض كسرة فلا يصح أن يؤثر الضعيف في الأقوي، وحينما طلب الله من اليهود ضرب الميت في سورة البقرة الآية ٧٣ ليحيا ويخبر عمن قتلة لم يكن المقصود العقاب ولكن ليكون الفعل سبب في حدوث مشيئه الله، ومن هنا يكون ضرب النساء هو وسيلة تواصل معهن وليس عقاب والله أعلم.

 

الاثنين، 17 نوفمبر 2025

هل نزل القرآن منقطا ومشكلا

 

لمن يشيع بأن القرآن نزل غير منقط ومشكل فهو مخطئ فاللغة العربية لا تستقيم وتفهم إلا من خلال التنقيط والتشكيل فجملة لعلكم ترحمون من الرحمة وكلمة لعلكم ترجمون من العذاب الفرق بينهما وضع النقطة.

وحيث أن اللغة العربية قبل القران لم تكن تستخدم نظام التنقيط والتشكيل لأنها كانت أمة أمية لاتعتمد علي الكتابة والقراءة ولكن علي البلاغة والحفظ.

وحيث أن القران نزل مقروءا من سيدنا    جبريل مسموعا من سيدنا محمد وان النبي كان يحاول حفظة كما جاء في سورة القيامة الآية ١٦(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) بمعني لا تحرك أيها النبي بالقرآن لسانك حين نزول الوحي لأجل أن تتعجل بحفظه مخافة أن يتفلت منك، ثم تأتي الآية ١٧ (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) بمعني إن علينا جمعه في صدرك ثم أن تقرأه بلسانك متى شئت، ثم الآية ١٨ (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) بمعني فإذا قرأه عليك رسولنا جبريل فاستمع لقراءته وأنصت له ثم اقرأه كما أقرأك إياه،

وينطبق ذلك علي المسلمين الأوائل فكان القران محفوظا في صدورهم، وبانتشار الإسلام ودخول غير الناطقين بالعربية في الإسلام كان لابد من وضع نظام يحول هذا القرآن المنطوق إلى مكتوب وبنفس دقة وبلاغة قراءته  فتأتي سورة الحجر في الآية ٩ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) المقصود بالذكر هو القرآن، والحفظ هنا بمعني حفظ تلاوتة وكلماته،

أول من جمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب هو الخليفة أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، وذلك بعد وفاة النبي ﷺ خوفًا من ضياع شيء منه باستشهاد عدد كبير من الحفّاظ في معركة اليمامة. وقد تولّى زيد بن ثابت رضي الله عنه مهمة الكتابة والتدوين بأمر من أبي بكر.

فأول من شكّل كلمات القرآن الكريم هو الصحابي الجليل أبو الأسود الدؤلي رضي الله عنه، وذلك بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عندما كثر اللحن والاختلاف في قراءة القرآن بين غير الناطقين بالعربية، ثم تطور التشكيل لاحقًا علي يد  يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم الليثي فطوّروا نظام النقط والتشكيل لتتوافق القراءة مع الكتابة، ثم ابتكر الخليل بن أحمد التشكيل الحديث حتى وصل إلى الشكل المعروف اليوم.

 

 

 

الأحد، 9 نوفمبر 2025

المسلمون يؤمنون بالكتب السماوية فلماذا لا يقرؤنها؟



الكتب الموجودة حاليا ليست بالكتب التي أنزلها الله لأنها ليست كلمات الله لخلقه كما في القران ولكنها في معظمها كلمات بشر وبدليل وجود عدة نسخ منها فكلمات الله لا تقبل الخطأ أو الإختلاف، وتخبرنا الآية ١٨٧ من سورة آل عمران بذلك (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) ومعناها إذ أخذ الله العهد على الذين آتاهم الله الكتاب من اليهود والنصارى لتبيننه أي ليبينوا للناس ما فيهما ولا يكتموا ذلك ولا يخفوه، فنبذوه أي فتركوا العهد وتخلوا عنه ولم يلتزموا به وأخذوا ثمنا بخسا مقابل كتمانهم الحق وتحريفهم كتبهم.

الجمعة، 7 نوفمبر 2025

ما معني أن نفر من قدر الله إلى قدر الله؟

ورد في سورة آل عمران الآية ١٥٤ (يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) لو تدبرناها لإنصلح حالنا وتيقنا أنة لن يصيبنا إلا ما قدره الله علينا وفيها يخاطب الله ضعاف الإيمان اللذين يخشون الموت في الحرب في حاله مشاركتهم فيها وفيها إشاره واضحة بأن الموت سيصيب الجميع في الوقت الذى حدده الله لنا وليس له سبب أو مسبب، فنحن جميعا نفر من قدر الله إلي قدر الله.