الاثنين، 17 نوفمبر 2025

هل نزل القرآن منقطا ومشكلا

 

لمن يشيع بأن القرآن نزل غير منقط ومشكل فهو مخطئ فاللغة العربية لا تستقيم وتفهم إلا من خلال التنقيط والتشكيل فجملة لعلكم ترحمون من الرحمة وكلمة لعلكم ترجمون من العذاب الفرق بينهما وضع النقطة.

وحيث أن اللغة العربية قبل القران لم تكن تستخدم نظام التنقيط والتشكيل لأنها كانت أمة أمية لاتعتمد علي الكتابة والقراءة ولكن علي البلاغة والحفظ.

وحيث أن القران نزل مقروءا من سيدنا    جبريل مسموعا من سيدنا محمد وان النبي كان يحاول حفظة كما جاء في سورة القيامة الآية ١٦(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) بمعني لا تحرك أيها النبي بالقرآن لسانك حين نزول الوحي لأجل أن تتعجل بحفظه مخافة أن يتفلت منك، ثم تأتي الآية ١٧ (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) بمعني إن علينا جمعه في صدرك ثم أن تقرأه بلسانك متى شئت، ثم الآية ١٨ (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) بمعني فإذا قرأه عليك رسولنا جبريل فاستمع لقراءته وأنصت له ثم اقرأه كما أقرأك إياه،

وينطبق ذلك علي المسلمين الأوائل فكان القران محفوظا في صدورهم، وبانتشار الإسلام ودخول غير الناطقين بالعربية في الإسلام كان لابد من وضع نظام يحول هذا القرآن المنطوق إلى مكتوب وبنفس دقة وبلاغة قراءته  فتأتي سورة الحجر في الآية ٩ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) المقصود بالذكر هو القرآن، والحفظ هنا بمعني حفظ تلاوتة وكلماته،

أول من جمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب هو الخليفة أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، وذلك بعد وفاة النبي ﷺ خوفًا من ضياع شيء منه باستشهاد عدد كبير من الحفّاظ في معركة اليمامة. وقد تولّى زيد بن ثابت رضي الله عنه مهمة الكتابة والتدوين بأمر من أبي بكر.

فأول من شكّل كلمات القرآن الكريم هو الصحابي الجليل أبو الأسود الدؤلي رضي الله عنه، وذلك بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عندما كثر اللحن والاختلاف في قراءة القرآن بين غير الناطقين بالعربية، ثم تطور التشكيل لاحقًا علي يد  يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم الليثي فطوّروا نظام النقط والتشكيل لتتوافق القراءة مع الكتابة، ثم ابتكر الخليل بن أحمد التشكيل الحديث حتى وصل إلى الشكل المعروف اليوم.

 

 

 

ليست هناك تعليقات: