كلمات في القرآن سيء فهمها، ورد في سورة النساء الآية ٣٤ (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) وقد فسرها الأوائل كما يلي واللاتي تخشون منهن عدم طاعتكم فعظوهن أي فانصحوهن وذكروهن بالكلمة الطيبة فإن لم تثمر فاهجروهن في الفراش فإن لم يؤثر ذلك فيهن فاضربوهن ضربا لا ضرر فيه ولا أدري من أين أتوا لا ضرر فيه فالضرب ضرب في المطلق وعلي فهم كل إنسان.
وقد وردت كلمة الضرب في القرآن الكريم بمعاني مختلفة منها التذكير والعرض والتمثيل كما ورد في سورة البقرة الآية ٢٦ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا)، وفي سورة الرعد الآية ١٧ (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ) وفي سورة إبراهيم الآية ٢٥ (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ) وفي سورة النور الآية ٣٥ (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ)، وفى سورة محمد الآية ٣ (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ)، وفى سورة الكهف الآية ٣٢ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ) وفي سورة الكهف أيضا الآية ٤٥ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
وجاءت بمعني الضرب المتعارف علية كما ورد في سورة الصافات الآية ٩٣ (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ)، وفى سورة محمد الآية ٢٧ (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ)، وفى سورة الأنفال الآية ١٢ (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)
وجاءت في سورة النور الآية ٣١ بمعنين ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ --- وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) وليضربن بمعني ليلقين ويسدلن، ولا يضربن الثانية بمعني يحدثن دب وخبط.
وجاءت بمعني يتنقلون كما ورد فِي سورة المزمل الآية ٢٠ (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ).
وجاءت بمعني اللمس كما في سورة البقرة الآية ٦٠ (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) والآية ٧٣ سورة البقرة (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا) وفي سورة الأعراف الآية ١٦٠ (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ).
وبالعودة للآية ٣٤ من سورة النساء فلقد كرم الله بني آدم رجالهم ونسائهم ولن يكون الضرب المتعارف علية وسيلة إصلاح وتقويم فهو إما وسيلة عقاب أو وسيلة تواصل وتماس كما ورد في الآيات السابقة فحينما طلب الله من سيدنا موسي ضربا الحجر ليس بغرض كسرة فلا يصح أن يؤثر الضعيف في الأقوي، وحينما طلب الله من اليهود ضرب الميت في سورة البقرة الآية ٧٣ ليحيا ويخبر عمن قتلة لم يكن المقصود العقاب ولكن ليكون الفعل سبب في حدوث مشيئه الله، ومن هنا يكون ضرب النساء هو وسيلة تواصل معهن وليس عقاب والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق