ورد في سورة الكهف الآية ٩ {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} لم يتفق أحد من المفسرين على معني كلمة الرقيم وقيل اللوح الذي كتبت علية أسمائهم وقال آخرون اسم الجبل أو القرية أو الوادي وغيرها من الأسماء، وبالنظر إلى سياق الآية فنجد أن هناك أصحاب الكهف وهناك معهم الرقيم من خلال واو العطف، والرقيم في اللغة تعني رقم أو عدد، ثم أن هؤلاء الفتية الذين فروا من قومهم هم بالتأكيد معروفون لقومهم أفراداً وعدداً.
ولم يتطرق أحد إلى اعتبار أن الكهف كان به من يقيم فيه وغير معروف عددهم وأن هؤلاء الفتية المعروفون العدد والموصوفون بالرقيم كناية عن عددهم حلوا عليهم فبالتالي أصبح العدد الإجمالي غير معروف وأصبحوا جميعاً نياماً وموصوفون بأهل الكهف، ثم يأتي الشق الثاني وهو إذا كانوا الفتية فروا اليوم من قومهم فكيف يبعثون أحدهم لإحضار طعام في اليوم التالي من نفس البلدة التي فروا منها إلا إذا كان من أرسلوه هو أحد سكان الكهف، ثم تأتي الآية ١٢ {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} وقد فسر الحزبين على انهما المؤمنون والكافرون، ولكن المنطقي أن الحزبين بناء على اجتهادي هما الطائفتين اللتين وقعتا في النوم وهما الفتية ومن كانوا مقيمين في الكهف فهم من يقدروا على إحصاء مدة نومهم وليس غيرهم، وهناك اجتهاد آخر منبثق من سورة العنكبوت الآية ١٥ {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} فنوح هو من بنى السفينة وهناك من ركبوها والموصوفون بأصحاب السفينة والجميع أنجاهم الله، وهذا الاجتهاد لا ينفي القصة ولا يقلل من شأنها ولكنه محاولة لفهم معني الآية والله أعلم.