ورد في سورة الإسراء الآية ٦٤ {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} اختلف في تفسير هذه الآية في عدة كلمات وهي: صوتك، خيلك، ورجلك، صوتك فسرها كثيرون على أنها الغناء واللهو، خيلك فسروها على أنها فرسان جندك التي تركب الخيل، ورجلك فسروها على أنهم مشاة جنودك.
مما سبق أري أن هذه التفاسير بعيدة عن الواقع لآن الكلام موجة إلى إبليس ليستخف ويستجهل من بني ادم من يغويهم فلا أحد سمع صوت إبليس يغني ولكن صوتك هي استعارة مكنيه عن دعوتك إليهم، وبالنسبة لخيلك ورجلك فأظن أن جنود إبليس ليسوا كجنود البشر ولا يحتاجون لتلك الأدوات، كما أن غواية إبليس لا تكون بالحرب والبحث في معاجم اللغة وجدت مرادفين يتناسبا مع سياق الآية وهما: بِخَيْلِكَ أي بخيلائك وزهوك، ورجلك أي شخصك.
ومن منطلق ذلك يكون معني الآية: واستفزز أي استخفف واستجهل من بني آدم بصوتك أي بدعوتك إليهم وأجلب أي استحضر واجمع عليهم بخيلك أي بخيلائك وزهوك وبما تغويهم به، وَرَجِلِكَ أي بشخصك ونفسك، واجعل نفسك شريك لهم في أموالهم بأن يكسبوها من الحرام وشريكاً في الأولاد بتزيين الزنى والمعاصي ومخالفة أوامر الله حتى يكثر الفجور والفساد وعد أتباعك منهم بالوعود الكاذبة فكل وعود الشيطان باطلة وخادعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق