وردت
كلمة الجوار في بعض الآيات وفسرها الأوائل على أنها الفلك
أو السفن التي تجرى وتسير في البحر، وإذا تمعنا في الآية ٣٢ من سورة الشورى {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} وفسروها
على النحو التالي الجوار أي السفن التي تجرى في البحر
كالأعلام أي ما يهتدى به كالراية وكالجبال في عظمتها، ثم تكررت في سورة الرحمن
الآية ٢٤ {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} وإذا
تدبرنا الآيات الكريمة لغوياً، ومن آياته تعنى معجزة أو شيء جلل وعظيم وليس مركب
تسير في البحر، وله الجوار تعنى ملكيته سبحانه وتعالى لهذه السفن، الجوار المنشأت
في البحر يخالف الواقع لان هذه السفن تصنع وتنشأ على اليابسة وليس في البحر، وإذا تدبرنا الآيات من منظور ومعطيات
العلم ومداركنا فلماذا لا يكون المقصود هو الظاهرة الطبيعية المسماة بالأعاصير وهي متحركة وتنشأ وتتكون في وعلى
البحار فقط بفعل تيارات الهواء ولها قدرة تدميرية هائلة ومن آيات الله ولها شكل
مخروطي قاعدته في السماء ويطلق عليه عين الإعصار ويختلف كل إعصار عن أخر في شكل
مخروطة وهيئته وقوته، من مثل هذه الآيات يتبين لك انه الحق من لدن خبير عليم، وأنه
كلما قرأت القران بتدبر وتفكر تظهر لك أمور ربما كانت غائبة عن ذهنك وعن إدراك من
سبقوك.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق