الأحد، 11 أغسطس 2024

فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ

ورد في سورة يوسف الآية ٧٧ {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}

كانت شريعة سيدنا يعقوب أن من يسرق شخصاً فإن المسروق يستبق السارق عنده، وعندما سرق أخ سيدنا يوسف وطُلب من أخوته الحكم قالوا {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} قال إخوة يوسف جزاء السارق أن يسلم بسرقته إلى من سرق منه حتى يكون عبدا عنده وهذا ديننا وسنتنا في حكم السرقة.

وبالرجوع للآية ٧٧  فقد سرق أخ له أي يقصدون يوسف وذلك أن عمته كانت تحبه كثيراً عندما كان صغيراً فأتهمته بأنه سرق شيئاً من عندها لكي تستبقيه عندها حسب شريعة يعقوب عليه السلام كحد للسارق.

السبت، 10 أغسطس 2024

الناسخ والمنسوخ

الناسخ والمنسوخ كما فهمه الأوائل

للنسخ في اللغة معنيان الأول بمعنى إزالة الشيء وإعدامه والثاني نقل الشيء وتحويله مع بقائه في مكانة، الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم هو مفهوم يتعلق بالأحكام الشرعية التي تم تغييرها أو إلغاؤها بأحكام جديدة والنسخ يعني رفع حكم شرعي سابق بحكم شرعي لاحق، ويمكن أن يحدث النسخ في القرآن بثلاثة أشكال كما قسمها الأوائل:

- نسخ الحكم وبقاء التلاوة: أي أن الآية تبقى في النص القرآني لكن الحكم الذي كانت تتضمنه يُلغى وهناك أمثلة علي ذلك منها أية شرب الخمر سورة النساء الآية ٤٣ {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} نزلت هذه الآية في بدايات الإسلام وكان شرب الخمر دارج في هذه البيئة القاسية وكان تحريمه فجأة صعب التطبيق، وعندما سؤل النبي عن الخمر فكان ردة تمهيدا لتحريمها كما جاء في سورة البقرة الآية ٢١٩ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} ولكن بعد أن تمكن الإسلام في النفوس نزل أمر تحريمها كما في سورة المائدة الآية ٩٠ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} ثم تليها الآية ٩١ لتخاطب العقل وتوضح سبب التحريم {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}

وهناك مثل آخر وهو عدة النساء بعد الطلاق أو الوفاة فقد ورد في سورة البقرة ٢٤٠ {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} وقد كان هذا الحكم دارج قبل الإسلام بتحديد العدة بسنة كاملة ثم تلا ذلك تحديد مدة العدة حتى لا يكون هناك ظلم للمرأة بشكل واضح في عدة آيات مثل قوله تعالى: عدة المطلقة {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} البقرة ٢٢٨ ثلاث قروء أي ثلاث حيضات ليتأكدن من عدم حملهن.

عدة الأرملة {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} البقرة ٢٣٤، هذه الآيات جاءت لتحديد مدة العدة بشكل دقيق ولتنظيم الأمور المتعلقة بالزواج والطلاق بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية وهناك العديد من الآيات على هذا المنوال.

وهناك أمثلة عن حكم الزنا ورد في سورة النساء ففي الآية ١٦ {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا} كان حكم اللذان يقعان في فاحشة الزنى فآذوهما بالتعنيف والتوبيخ فإن تابا عما وقع منهما وأصلحا بما يقدمان من الأعمال الصالحة فاصفحوا عنهما وهذا كان في بدايات الإِسلام ثم نسخه قوله تعالي الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.

وهناك مثل آخر على حكم المواريث ففي الآية ٣٣ من سورة النساء {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} بمعني والذين تحالفتم معهم بالأيمان المؤكدة على النصرة وإعطائهم نصيبهم من الميراث، وكان ذلك في أول الإسلام ثم رفع حكمه بنزول آيات المواريث، وكما جاء في سورة الأعراف الآية ٧٥ {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} بمعني والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا بعد الحديبية وهي الهجرة الثانية فأولئك منكم، وأولو القرابة بعضهم أولى ببعض في التوارث حيث نسخ الله الميراث بالهجرة بعد فتح مكة ورد الله المواريث إلى ذوي الأرحام فقط.

- نسخ التلاوة والحكم معًا: أي أن الآية تُرفع من النص القرآني ولا يُعمل بحكمها، ومثال علي ذلك وهو رفع حكم شرعيّ ورد في آية في القرآن الكريم بتلاوته ومضمونه ومثال ذلك حكم إرضاع الكبير فقد نسخ حكم العشر رضعات للتحريم {حيث روت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كانَ فِيما أُنْزِلَ مِنَ القُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ نُسِخْنَ بخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهُنَّ فِيما يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ} ودل الحديث على نسخ الحكم وأمّا نسخ التلاوة فمع أنّ الظاهر هو بقاء التلاوة إلاَّ أنّه غير موجود في المصحف العثماني وذلك لأنّ التلاوة نُسخت ولم يبلغ الناس ذلك إلا بعد وفاة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فلما توفي كان لا يزال بعض الناس يقرؤونها.

هذا ما ورد في كتب التراث نصاً وهناك الكثير فهل ذلك مقبول؟

- نسخ التلاوة وبقاء الحكم: أي أن الآية تُرفع من النص القرآني لكن الحكم الذي كانت تتضمنه يبقى ساريًا.

وهو رفع التلاوة للآية التي تضمنت الحكم الشرعيِّ وبقاء الحكم والعمل به ومثال ذلك في كتاب الله تعالى آية الرجم وهي {الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم} فرُفعت هذه التلاوة ولا توجد في المصاحف العثمانية الآن إلا أن الحكم الشرعي لازال قائمًا برجم الزاني والزانية ويؤخذ به في بعض البلدان، بالرغم من وجود نص صريح في القران بالجلد وليس الرجم سورة النساء الآية ١٦ {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} فأذوهما وليس افتلوهما وكما جاء في سورة النور الآية٢ {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} وقد أنكر بعض العلماء هذا النوع من النسخ لكونه قد نُسخ بخبر آحاد أي من مصدر واحد، ولا يجوز القطع على نسخ خبر في القرآن الكريم أو إنزال آية فيه عن طريق خبر الآحاد وقد قال ابن الحصار إنما يرجع في النسخ إلى نقل صريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن صحابي يقول آية كذا نسخت كذا قال وقد يحكم به عند وجود التعارض المقطوع به مع علم التاريخ ليعرف المتقدم والمتأخر، وقال أيضًا لا يعتمد في النسخ على قول عوام المفسرين بل ولا اجتهاد المجتهدين من غير نقل صريح ولا معارضة بينة لأن النسخ يتضمن رفع حكم وإثبات حكم تقرر في عهده صلى الله عليه وسلم والمعتمد فيه النقل والتاريخ دون الرأي والاجتهاد.

هذا ما ورد في كتب التراث نصاً وهناك الكثير فهل ذلك مقبول؟

ولقد اعتمدوا هذا التقسيم بناء على آية كريمة في القران سيء فهما من سورة البقرة الآية ١٠٦ {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} ننسخ بمعني أن نبطل حكمها وننسها أي نجعلها منسيه.

ولم ينظروا ويتدبروا الآية ١٠٥ التي تسبقها {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} الله سبحانه وتعالي هو من انزل الكتب السماوية والشرائع جميعها على ما يتناسب مع كل بيئة وزمان ونحن ملزمون بالإيمان بهؤلاء الرسل والكتب التي أنزلت عليهم وكما جاء في سورة العنكبوت الآية ٤٦ {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}، فأحل الله أشياء على قوم محددون وحرمها على آخرين كما حرم على قوم بني إسرائيل أشياء في شريعتهم وكما بينته سورة الأنعام الآية ١٤٦ {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} وقد حرمنا على اليهود كل ذي ظفر وهو كل ما له مخلب من الطير وشحوم البقر والغنم حرمت عليهم إلا ما علق من الشحم بظهورها أو الحوايا وهي الأمعاء أو ما تحتويه البطن أو اختلط أي التصق بعظم وذلك التحريم على اليهود عقوبة لهم بسبب أعمالهم السيئة، وبنزول القران فقد تم نسخ هذه الآية.

أي أن المقصود من السورة المنسوخة هو إبطال وإلغاء أوامر من الله في رسالات وكتب سابقة للقران وفي آيات من القران نفسه كما ورد في نسخ الحكم وإبقاء التلاوة رحمة بالبشر، ولا يجوز لبشر أن يدعي علي الله كذباً وبهتاناً كما ورد في سورة العنكبوت أيضاَ في الآية ٦٨ {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}.

وهنا أسأل كل من يقول بأن هناك آيات نسخت أي أزيلت مما أنزل الله إما نصاً وتلاوة أو حكماً أكفرتم بالآية ٩ من سورة الحجر {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الذكر أي القرآن، أولئك ينطبق عليهم قول الله كما ورد في سورة الحجر الآية ٩٠ {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} المقتسمين أي الذين قسموا كتابهم فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، ثم تأتي الآية ٩١ وتصفهم {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} عضين أي مفرقا أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، أو كما يوصفون شيعاً أي جماعات وأحزاب كما جاء في سورة المؤمنون الآية ٥٣ {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وسورة الروم الآية ٣٢ {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.


الجمعة، 9 أغسطس 2024

ما مفهوم الصلاة

أصل كلمة الصلاة هي الصلة أو الرابطة والاتصال والصلاة هي أيضاً الدعاء بالرحمة والثناء كما قال ربنا في سورة الأحزاب الآية ٥٦ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

ووردت كلمة يصلي في سورة الأحزاب الآية ٤٣ {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} وهو هنا تعني الذات الإلهية بمعني أي أنه سبحانه يرحمكم ويثني عليكم، وتدعو لكم ملائكته ليخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإيمان وكان بالمؤمنين رحيما في الدنيا والآخرة.

والصلاة مذكورة في جميع الأديان ولقد مارسها جميع الأنبياء والرسل والخلق جميعاً وهي إما صلاة حركية أو بالأقوال فقط كالتسابيح والابتهالات والتضرعات للخالق أو حركية قولية كالتي يقوم بها المسلمون بغرض عباده الخالق وطلب الرحمة والمغفرة منه سبحانه وتعالي.

ووردت كلمة الصلاة في سورة هود الآية ٨٧ {قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ} أصلاتك هنا بمعني اتصالك وصلتك مع ربك وهو ما تبينه الآية اللاحقة ٨٨ {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} بينة أي طريق واضح من ربي فيما أدعوكم إليه.

كما وردت في سورة العنكبوت الآية ٤٥ {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} وهنا تقبل معني آخر أشمل وهو أن الصلة مع الله واتصالك به ينهيك عن فعل كل ما هو قبيح وفاجر.

الخميس، 8 أغسطس 2024

هل السنة مكملة للقرآن

من يقول إن السنة مكملة أو مفسرة للقرآن فمعني ذلك أن القرآن نزل ناقصاً أو غير واضح، حاشي لله فقد كفر بآيات القرآن التالية: سورة هود الآية ١ {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} هذا الكتاب وهو القرآن أُحكمت آياته من الخلل والباطل ثم فصلت أي بينت ووضحت بالأمر والنهي من عند الله الحكيم بتدبير الأمور الخبير بما تؤول إليه عواقبها.

سورة الأنعام الآية ٣٨ {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ما فرطنا في الكتاب أي ما تركنا في القران شيئا إلا ذكرناه إما نصا ودلالة وإما مجملا ومفصلا.

سورة فصلت الآية ٣ {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} فصلت أي بينت آياته ووضحت معانيه.

سورة الإسراء الآية ١٠٦ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} فرقناه أي أنزلناه مفرقا وفصلناه وبيناه وجعلناه فارقاً بين الهدى والضلال، لتقرأه على الناس على مكث أي بتؤدة وتمهل ونزلناه مفرقا شيئا بعد شيء على حسب الحوادث ومقتضيات الأحوال.

سورة الزمر الآية ٢٨ {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} هذا القرآن عربيا واضح الألفاظ سهل المعاني لا لبس فيه ولا انحراف.

وفي سورة الإسراء الآية ٨٩ {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} صرفنا أي بينا ونوعنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ينبغي الاعتبار به فأبى أي فرفض أكثر الناس إلا جحودا للحق وإنكارا لحجج الله وأدلته.

وكما جاء في سورة النحل الآية ٨٩ {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} بمعني ونزلنا عليك القرآن تبيانا أي موضحاً لكل أمر يحتاج إلى بيان وتوضيح.

ويرى المؤيدون لهذا القول إن السنة موضحة ومفسرة وحاكمة وهذا لعب بالكلمات لأن المعني والهدف واحد ويعتمدوا على عدة آيات فهموها على قدر فهمهم وهي كما يلي:

سورة الحشر الآية ٧ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وأقول بأن الرسول لم يأت بشيء من تلقاء نفسه بل كل من عند الله.

سورة الحاقة الآية ٤٤ {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} ولو تقول أي لو ادعى محمد علينا شيئا لم نقله له لإبلاغه.
سورة النور الآية ٥٤ {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} طاعة الرسول فيما كلف به من تبليغ الرسالة وعليكم فعل ما كلفتم به من الامتثال وإن تطيعوه تهتدوا أي ترشدوا إلى الحق وليس على الرسول إلا أن يبلغ رسالة ربه بلاغا بينا.
سورة النساء الآية ٦٤ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} والآية ٦٥ {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

واستندوا أيضاً على ما يلي وهو أنه كيف سنقيم الصلاة التي أمرنا الله تعالى بها في كتابه الكريم؟ وما عددها؟ وما أوقاتها؟ وما مبطلاتها؟ وقل مثل ذلك في الزكاة، والصيام، والحج، وباقي شعائر الدين وشرائعه.
وسأتوجه إليهم بسؤال وما هو الحديث الشريف الذي تعرض بالتفصيل لهذه الأمور جملة وتفصيلاً؟

وهل كانت هناك سنة في أيام الرسول الكريم؟

أليس رسول القائل صلوا {كما رأيتموني أصلي} و {خذوا عني مناسككم} وبالتبعية في سائر الأمور بالتواتر.

أليس الله هو من حدد للرسول ما هو مكلف به كما جاء في سورة الأحزاب الآية ٤٥ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} والآية ٤٦ {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} ومعني هاتين الآيتين أن الرسول كان مبلغاً ولم يكن مشرعاً فالتشريع لا يكون إلا من الله وحده ولا ينبغي لأحد أن يعدل أو يغير ما أنزل الله.

وكما جاء في سورة الفتح الآية ٨ {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}

المقتسمين

 ورد في سورة الحجر الآية ٩٠ {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} القسمة هي التوزيع علي متعدد أما المقتسمين فهم من يقوموا بعملية التقسيم ولكن المعني في سياق الآية أي الذين قسموا كتابهم فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، ثم تأتي الآية ٩١ وتصفهم {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} عضين أي مفرقا أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، أو كما يوصفون شيعاً أي جماعات وأحزاب كما جاء في سورة المؤمنون الآية ٥٣ {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وسورة الروم الآية ٣٢ {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وتكررت كلمة شيعاً في سورة الأنعام الآية ٦٥ {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} بمعني أي أن تكونوا فرقا متناحرة يقتل بعضكم بعضا وفي سورة الأنعام الآية ١٥٩ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } أي كانوا فرقا وأحزابا والآن في هذا العصر الذي نعيش فيه نري تجسيد ذلك فهناك السلفيين والإخوان والشيعة وغيرهم كثير من المسميات، لست منهم في شيء أي أنك أيها الرسول بريء منهم إنما شأنهم وحكمهم إلى الله ثم يخبرهم بأعمالهم، وفي سورة القصص الآية ٤ {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} بمعني طوائف متفرقة.

الاثنين، 5 أغسطس 2024

الساحر

هل الساحر قادر فعلاً في التأثير على الأشياء والأشخاص أم هو عملية إيحاء وخداع للحواس؟

السحر في اللغة هو الفتنة والإغواء وإظهار الأشياء بغير واقعها ويوضح ذلك ما قام به سحرة فرعون في سورة الأعراف الآية ١١٦ {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} وما يؤكد ذلك وهم الأساتذة في مهنتهم الآية ١١٢ {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} وأنهم لما تبين لهم الحقيقة وليس خداعهم كما فعلوا أمنوا على الفور الآية ١٢٠ {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} لعلمهم وتيقنهم أن ما فعلوه خداع وأن ما شاهدوه هو الحقيقة.

فما هو الساحر كما جاء في سورة الزخرف الآية ٤٩ {وَقَالُوا يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} الأنبياء لم يكونوا سحرة ولكن الساحر كان عندهم معناه العالم.