من يقول إن السنة مكملة أو مفسرة للقرآن فمعني ذلك أن القرآن نزل ناقصاً أو غير واضح، حاشي لله فقد كفر بآيات القرآن التالية: سورة هود الآية ١ {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} هذا الكتاب وهو القرآن أُحكمت آياته من الخلل والباطل ثم فصلت أي بينت ووضحت بالأمر والنهي من عند الله الحكيم بتدبير الأمور الخبير بما تؤول إليه عواقبها.
سورة الأنعام الآية ٣٨ {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ما فرطنا في الكتاب أي ما تركنا في القران شيئا إلا ذكرناه إما نصا ودلالة وإما مجملا ومفصلا.
سورة فصلت الآية ٣ {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} فصلت أي بينت آياته ووضحت معانيه.
سورة الإسراء الآية ١٠٦ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} فرقناه أي أنزلناه مفرقا وفصلناه وبيناه وجعلناه فارقاً بين الهدى والضلال، لتقرأه على الناس على مكث أي بتؤدة وتمهل ونزلناه مفرقا شيئا بعد شيء على حسب الحوادث ومقتضيات الأحوال.
سورة الزمر الآية ٢٨ {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} هذا القرآن عربيا واضح الألفاظ سهل المعاني لا لبس فيه ولا انحراف.
وفي سورة الإسراء الآية ٨٩ {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} صرفنا أي بينا ونوعنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ينبغي الاعتبار به فأبى أي فرفض أكثر الناس إلا جحودا للحق وإنكارا لحجج الله وأدلته.
وكما جاء في سورة النحل الآية ٨٩ {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} بمعني ونزلنا عليك القرآن تبيانا أي موضحاً لكل أمر يحتاج إلى بيان وتوضيح.
ويرى المؤيدون لهذا القول إن السنة موضحة ومفسرة وحاكمة وهذا لعب بالكلمات لأن المعني والهدف واحد ويعتمدوا على عدة آيات فهموها على قدر فهمهم وهي كما يلي:
سورة الحشر الآية ٧ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وأقول بأن الرسول لم يأت بشيء من تلقاء نفسه بل كل من عند الله.
سورة الحاقة الآية ٤٤ {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} ولو تقول أي لو ادعى محمد علينا شيئا لم نقله له لإبلاغه.
سورة النور الآية ٥٤ {قُلْ
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ
مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا
عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} طاعة الرسول فيما كلف به من
تبليغ الرسالة وعليكم فعل ما كلفتم به من الامتثال وإن تطيعوه تهتدوا أي ترشدوا
إلى الحق وليس على الرسول إلا أن يبلغ رسالة ربه بلاغا بينا.
سورة النساء الآية ٦٤ {وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} والآية ٦٥ {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
واستندوا أيضاً على ما يلي وهو أنه
كيف سنقيم الصلاة التي أمرنا الله تعالى بها في كتابه الكريم؟ وما عددها؟ وما أوقاتها؟
وما مبطلاتها؟ وقل مثل ذلك في الزكاة، والصيام، والحج، وباقي شعائر الدين وشرائعه.
وسأتوجه إليهم بسؤال وما هو الحديث الشريف الذي تعرض
بالتفصيل لهذه الأمور جملة وتفصيلاً؟
وهل كانت هناك سنة في أيام الرسول الكريم؟
أليس رسول القائل صلوا {كما رأيتموني أصلي} و {خذوا عني مناسككم} وبالتبعية في سائر الأمور بالتواتر.
أليس الله هو من حدد للرسول ما هو مكلف به كما جاء في سورة الأحزاب الآية ٤٥ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} والآية ٤٦ {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} ومعني هاتين الآيتين أن الرسول كان مبلغاً ولم يكن مشرعاً فالتشريع لا يكون إلا من الله وحده ولا ينبغي لأحد أن يعدل أو يغير ما أنزل الله.
وكما جاء في سورة الفتح الآية ٨ {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق