لقد حثنا الله علي التدبر والتفكر والنظر في العديد من الآيات منها على سبيل المثال كما جاء في سورة النساء الآية ٨٢ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} وفي سورة محمد الآية٢٤ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
وورد التدبر بصيغ مختلفة كما جاء في سورة الأنعام الآية ٩٧ {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وفي سورة التوبة الآية ١٢٧ {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} وفي سورة يونس الآية ٢٤ {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وكما جاءت في سورة الروم الآية ٥٠ {فَانْظُرْ إِلَى} بمعني فانظر نظرة تأمل وتدبر وتفكر، وفي سورة الصافات الآية ١٥٦ {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}،
وفي سورة العنكبوت الآية ١٩ {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أولم يروا عبارة للحث على التفكر والرؤية هي رؤية العلم الذي كرؤية البصر فنحن لا نري الهواء ولكن ندركه والعاقل يعلم أن البدء من الله لأن الخلق الأول لا يكون من مخلوق وفي الآية التالية تأكيد على هذا المعني الآية ٢٠ {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} هذه الآية هي حث وطلب من الله لخلقة في البحث والتقصي.
والتدبر والتأمل نوعان حسي وآخر غيبي:
فالحسي هو كل ما تدركه الحواس وتلمسه وبه نشأت العلوم فلو لم يدرك نيوتن سقوط التفاحة لما خلص لقوانين الجاذبية وغيرة من الأمثلة الكثير.
أما التدبر الغيبي فهو خارج عن إدراك العقل البشري واستيعابه والخوض فيه ربما يؤدي للإلحاد أو الجنون إذا كان إيمانك واعتقادك ضعيف وكذلك درجة علمك فهل تستطيع أن تدرك مفهوم مالانهاية؟
ولقد اختار الله رسلة ممن يعملون عقولهم ويتفكروا كسيدنا إبراهيم لأنه استخدم عقلة وتأمله في الاستدلال علي الله وكذلك سيدنا محمد في تأمله في غار حراء قبل بعثته.
إذاً إعمال العقل والتدبر مطلوبان للتعرف على الخالق، فقراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق