الإسلام في اللغة تعني الاستسلام والانقياد والخنوع، والفرق بين الإسلام وديانة الإسلام كما ورد في سورة آل عمران الآية ٦٧ {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا} حنيفا أي كان متبعا لأمر الله وطاعته مستسلما لربه وهي ديانة إبراهيم وليس على دين سيدنا محمد، ثم تأتى الآية ٨٣ من سورة آل عمران {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لتبين المعني اللفظي لكلمة أسلم أي استسلم وانقاد كل شيء لله سبحانه وتعالى، وفى سورة الحجرات الآية ١٤ بيان الفرق بين الإيمان والاستسلام لله {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} ثم تأتى الآية ٨٥ من سورة آل عمران لتحدد ما هو الدين {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} فالدين هو عقيدة منبثقة من رسالة بواسطة رسول هو محمد وكتاب هو القران يحدد أطر هذه العقيدة بالاستسلام التام لله واتباع أوامره ونواهيه وأركان لهذه العقيدة التي اسماها الله الإسلام.
ثم تأتي كلمة مسلمين في سورة النمل في خمس آيات لتجسد معناها ففي الآية ٣١ {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} ألا تعلوا أي ألا تتكبروا وتتعاظموا عما دعوتكم إليه وأتوني منقادين مستسلمين، ثم في الآية ٣٨ {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}، ثم الآية ٤٢ {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} قال سليمان وأوتينا العلم بالله وبقدرته من قبلها وكنا منقادين لأمر الله مستسلمين له، ثم الآية ٤٤ {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وقالت رب إني ظلمت نفسي بما كنت عليه من الشرك وانقدت مع سليمان لله رب العالمين، ثم الآية ٩١ {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وهذا إقرار وإعلان من سيدنا محمد بالاستسلام لله رب العالمين.
وأيضاً كما جاء واضحاً ومحدداً في سورة القصص الآية ٥٣ {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ} من قبله مسلمين أي من قبل نزول القرآن مستسلمين لله موحدين به ومعني ذلك أن جميع أتباع الأديان السماوية هم في الواقع مسلمين وجميعهم لهم مناسك في عبادتهم لله كالصلاة والصوم والزكاة والحج وإن كانت تختلف هذه المناسك في طريقتها ولكنها تتفق على الغاية منها وهي عبادة الله الخالق وتقديسه وحده ولقد أرسل الله الرسل برسالة خاصة لكل أمة بالإضافة لتوحيده وعبادته وحده، وبالتالي كانت هذه المناسك خاصة لهذه الأمة ثم تأتى شهادة الحواريين باتباع سيدنا عيسى بالاستسلام والخنوع لله في سورة المائدة الآية ١١١ {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق