ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ

ورد في سورة الحج الآية 5

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ

لتفسير هذه الآية بناء على معطيات العلم الحديث يجب أن نتعرف على مراحل إخصاب البويضة بواسطة الحيوان المنوي

فبمجرد أن يخترق الحيوان المنوي البويضة حتى تبدأ البويضة بالانقسام إلى خليتين، فأربع، فثمان وهكذا، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي العلقة وهي القطعة من الدم المتجلط والمتكونة من البويضة المنقسمة والتي تعلق وتتشبث على جدار الرحم وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا والتي تسمي مضغة، ثم تبدأ هذه المضغة في الأسبوع الثالث وهي بداية انقسام الخلايا لتكوين الكائن وأعضائه وهذا الطور ينقسم لتكوين نوعين من الخلايا:   

- المضغة المخلقة وهي الخلايا التي تُخلق منها وتكوين الأعضاء وهو ما عرف حديثا بالخلايا الجذعية لتكون أنسجة محددة وتتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على الانقسام لتكوين أعضاء محددة كالقلب والكليتين والعظام وغيرها من أعضاء الجسم المختلفة وهي من المكتشفات الطبية الحديثة التي يسعى العلماء إلى أن تكون مصدرا لعلاج أمراض كثيرة يمكن علاجها بتكوين خلايا جديدة ونموها مثل خلايا الكبد والبنكرياس والجهاز العصبي ونخاع العظم والقلب وتكون بديلاً عن عمليات نقل الأعضاء، وقد توصل العلم إلى أن خلايا المشيمة أو الحبل السرى هي خلايا جزعيه.

- والمضغة الغير مخلقة هي الخلايا التي استقرت في الجسم بدون أن تكون مخصصه لإنتاج أعضاء معينة ولكنها قادرة على الانقسام مكونه باقي خلايا جسم الكائن وتحديداً أنسجة اللحم والمسؤولة عن النمو فإذا ما حدث في الجسم عطب قامت هذه الخلايا الغير المخلقة بإصلاحه كما نرى مثلاً فالجرح بعد فترة يندمل وتبني فيه أنسجته حتى تعود كما كانت، إلا الأنسجة التي تكونت من خلايا جزعيه فإنها غير قادرة على تجديد نفسها.

من هذا التحديد للمضغة المخلقة أي التي تخلق وتكون خلايا محددة لأعضاء محددة، والغير مخلقة أي لا تكون خلايا محددة ولكنها تنقسم فقط لتكون باقي خلايا وأنسجة الجسم، من عرف وذكر ذلك منذ 14 قرن لابد أن يكون إلاه ويكون ذلك الكتاب من عنده وليس من قول واختلاق مخلوق.