وتعريف الروح بأنها الجوهر غير المادي الذي يمنح
الحياة للكائنات الحية وتُعتبر الروح جزءًا خالدا من الإنسان وتستمر في الوجود بعد
الموت وقد عرفها الخالق في سورة الإسراء الآية ٨٥ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ
رَبِّي}.
وقد وردت بمفاهيم مختلفة سورة الحجر الآية ٢٩ {فَإِذَا
سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} فإذا سويته أي أتممت خلقة ونفخت
فيه الروح وأضاف سبحانه الروح إلى نفسه تشريفا لها وقد تكرر هذا المفهوم في سورة
السجدة الآية ٩ {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ
رُوحِهِ} وفى سورة ص الآية ٧٢ {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ
مِنْ رُوحِي} سويته أي جعلته على أحسن صورة ونفخت أي بثثت
فيه الروح.
ووردت بمعنى آخر في سورة النحل الآية ٢ {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ
عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} والروح هنا معناها الوحي الذي يحمل
أوامر الله وتكرر نفس المعنى في سورة الشعراء الآية ١٩٣ {نَزَلَ
بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} أي نزل به جبريل الأمين وكذلك في سورة غافر
الآية ١٥ {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} أي يرسل إليهم الروح أي الوحي فيكونون على بصيرة
من أمرهم، وكذلك في سورة المعارج الآية ٤ {تَعْرُجُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} والروح المقصود به جبريل عليه السلام
وتكرر نفس المعنى في سورة النبأ الآية ٣٨ {يَوْمَ يَقُومُ
الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} وأيضاً في سورة القدر الآية ٤ {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ
رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}.
وقد تكررت بصيغة أن نسبها الله لنفسه
كما جاء في الآيات التالية:
في سورة مريم الآية ١٧ {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا
سَوِيًّا} أي فأرسلنا إليها الملك جبريل فتمثل لها في صورة إنسان.
وفى سورة الأنبياء الآية ٩١ {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} أي فأرسل الله إليها
جبريل عليه السلام بإرادة الله وكلمته (كن) فكانت مشيئة الله وبنفس المعنى في
سورة التحريم الآية ١٢ {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}.
ومما سبق من الآيات يتضح معناها وهي
إرادة الله ومشيئته والمتمثلة في كلمة كن.
ولذلك
فأنه كلما قرأت القران بتدبر وتفكر تظهر لك أمور ومعاني ربما كانت غائبة عن ذهنك
وعن إدراك من سبقوك.