ورد في سورة ق الآية ٣٤ {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} استوقفتني هذه الآية الكريمة لماذا حدد الله الخلود بيوم ولم يقل تلك أيام الخلود لأن الخلود سيكون ممتد وبلا نهاية كما قال ربنا ووعدنا.
أولاً: لفهم ذلك يجب أن نفهم مفهوم اليوم والشهر والسنة فالزمن ليس له دلالة إلا على الأرض التي نعيش عليها والمرتبط بحركة الأرض حول نفسها مولده اليوم وحول الشمس مولده السنة وشهورها وحركة القمر حول الأرض مولده الشهور القمرية، وتختلف هذه المواقيت من كوكب لآخر، أما في الفضاء فلا دلالة على الزمن، ولقد تطرقت آيات عدة عن الظل الذي ينتج عن حركة الأرض حول الشمس وهو دليل حسي عن الزمن كما جاء في سورة الفرقان الآية ٤٥ {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} ألم تر عبارة للتدبر والتفكر في كيف مد الله الظل بفعل الشمس ليستدل بهذا الظل الممتد على الأوقات ولو كان الظل ساكنا لما كان هناك ليل أو نهار وبالتالي لن يكون هناك زمن.
ثانياً: هناك شيء آخر مهم وهي الأبعاد الأربعة التي نعرفها وندرك من خلالها الأشياء ونعيش فيها وهي الطول والعرض والارتفاع وأخيراً أضاف أينشتين بعد رابع وهو الزمن وبالتأكيد هناك أبعاد أخرى في علم الله تعجز عقولنا عن إدراكها ولعل الآية ٨٥ من سورة الواقعة تبين ذلك {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} والآية ٢٧ من سورة الأعراف {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} حيث أن الجن والشياطين في بعد آخر لا ندركه يُمكنهم من رؤيتنا ولا يمكننا أن نراهم، وكما ورد في سورة الأنفال الآية ٤٨ {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ}.
ولتبسيط مفهوم الأبعاد ذلك فمثلا عندما تشاهد صورة فإنها تتواجد في بعدين فقط فمن بالصورة نراهم وهم لا يروننا لأننا في بعد ثلاثي الأبعاد وهم في بعد ثنائي الأبعاد وهكذا، وبتطبيق ذلك على مفهوم يوم الخلود فيكون هو اليوم الذي لا يكون لبعد الزمن وجود فيه وربما نعيش في أبعاد أخري لا تستطيع عقولنا حالياً إدراكها والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق