ورد في سورة الإنسان الآية ١ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} وكان تفسير السلف مبهماً ولا يوفى بالمعنى وجاء كما يلي: حين من الدهر أي وقت طويل من الزمان لم يكن الإنسان شيئا يذكر.
فلو تدبرنا سياق الآية الكريمة فقد مرت فترتان على الإنسان بمعني فترة كان الإنسان نكرة لا شيء وتاليا فترة أصبح له شأن بقدره الخالق، فلو تدبرنا الآية التالية من سورة الأنعام الآية ١٣٣ {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} لم يوفق أحد لبيان معني من ذريه قوم آخرين وقد تطرق البعض الي هذا المعني: أي كما أحدثتكم وأوجدكم من نسل قوم آخرين كانوا قبلكم، ولم يتم تحديد من هم هؤلاء القوم؟
وإذا تتبعنا المعني اللفظي لكلمة أنشأكم تعني أوجدكم وأخرجكم من ذرية أي من نسل، وكلمة أخرين تعني أنهم مختلفين عنا، وهذا يفتح المجال للبحث عن ماهية هؤلاء القوم وكما حثنا على ذلك ربنا في البحث عن كيف بدأ الله الخلق في سورة العنكبوت الآية ٢٠ {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
مما سيقودنا لنظريات العلم الحديث وتطابقها مع ما جاء في القران فإن القران هو الحقيقة المطلقة.
وقد قمت بتناول هذا الموضوع من خلال مدونتي تحت عنوان هل تتعارض نظريه النشوء والارتقاء المعروفة بنظريه دارون مع الإسلام، وقد استندت في تحليلي لآيات القران في إثبات ذلك والله اعلم.
ولمن يريد الاطلاع عليها في هذا الرابط:
https://drnahass.blogspot.com/2022/05/blog-post_88.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق