الخميس، 29 أغسطس 2024

التدبر والتفكر في الدين

 من مشاهداتي على مواقع التواصل كثرة الفيديوهات التي تحتوي على محتوي ديني به الكثير من المغالطات والأفكار الهدامة، والهدف من هذه الفيديوهات كسب أكبر عدد من المشاهدات التي تترجم إلى مكاسب مادية ومعنوية أو للتشكيك في الدين نظرا لانعدام الرقابة على محتواها ونظراً لعدم تدريسه في مدارسنا أو عرضة في إعلامنا كما كان يحدث سابقاً فأي شيء يقال على الميديا يتم تصديقه بسهولة ويرسخ في الذهن ويصبح من الصعب تغييرة أو الخروج عنة من منطلق مقولة تربوية {أنا أقرأ فربما أنسي ولكنني عندما أشاهد وأسمع فإنني أتذكر} والتي تجسد خطورة هذه الفيديوهات حيث أن معظمنا لم يعد يفضل القراءة ويستسهل المشاهدة.

واليوم وأنا أقرأ في سورة لقمان استحضرتني الآية 6 والتي تجسد هذه الظاهرة بمنتهي البلاغة منذ 14 قرن {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}، ثم ورد نفس المعني في نفس السورة الآية 20 {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} ثم تليها الآية 21 التي تبين وتوضح حالنا الآن في هذا العصر {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} ما وجدنا علية أباءنا يقصد بها أيضاً ما تركة لنا الأولون أو ما يسمي بكتب التراث.

إذاً إعمال العقل والتدبر مطلوبان للتعرف على الخالق، فقراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات عصرك واعلم تماما أن الله سيحاسبك برحمته ومغفرته إذا أحسنت عبادته وحده.

الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

التدبر والتفكر في الدين مطلوب

لقد حثنا الله علي التدبر والتفكر والنظر في العديد من الآيات منها على سبيل المثال كما جاء في سورة النساء الآية ٨٢ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} وفي سورة محمد الآية٢٤ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}

وورد التدبر بصيغ مختلفة كما جاء في سورة الأنعام الآية ٩٧ {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وفي سورة التوبة الآية ١٢٧ {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} وفي سورة يونس الآية ٢٤ {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وكما جاءت في سورة الروم الآية ٥٠ {فَانْظُرْ إِلَى} بمعني فانظر نظرة تأمل وتدبر وتفكر، وفي سورة الصافات الآية ١٥٦ {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}،

وفي سورة العنكبوت الآية ١٩ {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أولم يروا عبارة للحث على التفكر والرؤية هي رؤية العلم الذي كرؤية البصر فنحن لا نري الهواء ولكن ندركه والعاقل يعلم أن البدء من الله لأن الخلق الأول لا يكون من مخلوق وفي الآية التالية تأكيد على هذا المعني الآية ٢٠ {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} هذه الآية هي حث وطلب من الله لخلقة في البحث والتقصي.

والتدبر والتأمل نوعان حسي وآخر غيبي:

فالحسي هو كل ما تدركه الحواس وتلمسه وبه نشأت العلوم فلو لم يدرك نيوتن سقوط التفاحة لما خلص لقوانين الجاذبية وغيرة من الأمثلة الكثير.

أما التدبر الغيبي فهو خارج عن إدراك العقل البشري واستيعابه والخوض فيه ربما يؤدي للإلحاد أو الجنون إذا كان إيمانك واعتقادك ضعيف وكذلك درجة علمك فهل تستطيع أن تدرك مفهوم مالانهاية؟

ولقد اختار الله رسلة ممن يعملون عقولهم ويتفكروا كسيدنا إبراهيم لأنه استخدم عقلة وتأمله في الاستدلال علي الله وكذلك سيدنا محمد في تأمله في غار حراء قبل بعثته.

إذاً إعمال العقل والتدبر مطلوبان للتعرف على الخالق، فقراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات.

الاثنين، 26 أغسطس 2024

هل الدين علم أم عقيدة

 العلوم: هو أقول بشر فإذا كان الدين مجموعة من العلوم فهل الله سبحانه وتعالي هو من فرض وأقر هذه العلوم؟؟؟ أم أنها من وضع وكتابة بشر يمكن أن يصيبوا ويخطئوا واشتقوها من كتاب الله ليفسروا بها كتاب الله، وهل كل جاهل بهذه العلوم لن يفهم كتاب الله الذي يسرة لكافة عباده كما جاء في العديد من الآيات لأنه سبحانه وتعالى سيحاسبنا بما جاء فيه وليس كما جاء في علوم البشر ليراعي الفروق الفردية بين عبادة فكل منهم يفهمه بقدر علمه وثقافته وبيئته وعصره.

العقيدة: هي الأمور التي يصدقها الإنسان ويطمئن إليها قلبه، وتكون يقينًا عنده لا يمازجها شك، وفي الإسلام العقيدة تشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فالدين هو عقيدة منبثقة من رسالة بواسطة رسول وكتاب يحدد أطر هذه العقيدة بالاستسلام التام لله واتباع أوامره ونواهيه وأركان لهذه العقيدة.

مما سبق يتضح أن الدين عقيدة راسخة في نفس كل إنسان بناء على درجة إيمانه وبما يعتقده وليس علم وضعي قابل للنقض والتغيير.

الجمعة، 23 أغسطس 2024

أحلت لنا ميتتان ودمان

هناك أمور في الدين وصلت إلينا من كتب الأوائل تخالف ما أنزل الله من تحريم الميتة والدم كما جاء في العديد من السور ففي البقرة الآية ١٧٢ {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} وسورة المائدة الآية ٣ {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} وسورة النحل الآية ١١٥ {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}.

بعد كل هذه الآيات يرد ما هو مخالف لهذا التحريم في حديث منسوب للرسول {أحلت لنا ميتتان ودمان، أما الميتتان فالسمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال رواه أحمد وغيره.

وكأن أنفسنا تشتاق لهما فلم يحرم الله علينا إلا كل خبيث وضار وهنا يجب أن نفرق بين السمك النافق الذي يطفوا على سطح الماء فهو ضار ويمكن أن يكون مسمما وبين السمك الذي نصطاده ثم يموت ولا يمكث عدة أيام (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ) المائدة ٩٦ وينطبق ذلك على الجراد النافق. 

وبالنسبة للكبد والطحال فهما أنسجة وليسا دما ولكن الدم المحرم هو الدم المراق أو المسفوح سورة الأنعام ١٤٥ {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا}

فهل قام رسول بتحليل ما حرم الله؟ وهو الذي أرسله الله مبشرا برحمته ومنذرا من عصيانه ومخالفة أمره، ولم يرسله مشرعاً ومعدلاً على كلماته {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} سورة الفرقان الآية ٥٦ ثم تكررت نفس الآية في سورة الإسراء ١٠٥ وكما جاء في سورة النمل الآية ٩٢ {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ}.

لذا وجب علينا التدبر والتفكر في كل ما يقال وينقل إلينا وكما أمرنا بذلك ربنا في العديد من الآيات كما جاء في سورة النساء الآية ٨٢ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} وفي سورة محمد الآية ٢٤ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وورد التدبر بصيغ مختلفة كما جاء في سورة الأنعام الآية ٩٧ {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وفي سورة التوبة الآية ١٢٧ {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} وفي سورة يونس الآية ٢٤ {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} يونس ٣٩ {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} بمعنى بل سارعوا إلى تكذيب القرآن أول ما سمعوه وقبل أن يتدبروا آياته ويحيطوا بعلمه، وكما جاءت في سورة الروم الآية ٥٠ {فَانْظُرْ إِلَى} بمعني فانظر نظرة تأمل وتدبر وتفكر، وفي سورة الصافات الآية ١٥٦ {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.

قراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات عصرك.

الأربعاء، 21 أغسطس 2024

طَرَائِقَ

 ورد في سورة المؤمنون الآية ١٧ {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} كلمة طرائق تعني أحوال وأنماط وكما جاءت في سورة الجن الآية ١١ {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} طرائق قددا أي فرقا ومذاهب مختلفة، وها هو العلم الحديث يتعرف على ٦ طبقات وأنماط للغلاف الجوي ثم تليها طبقة السماء العليا السابعة أو ما يسمي بالفضاء الخارجي والطبقات الستة تختلف في تكوينها ووظيفتها وهي كما يلي:

١- طبقة التروبوسفير وهي الطبقة الأكثر قرباً من سطح الأرض ويتراوح مداها بين ٨ و ١٤ كم غير أن سمكها يكون أقل ما يكون في القطبين الشمالي والجنوبي كما يتكون الهواء فيها من غازات عدة مثل النيتروجين بنسبة ٧٨ % والأكسجين بنسبة ٢١ % في حين يتكون الجزء المتبقي من غازات ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء والأرجون كما يتواجد في هذه الطبقة هواء التَنفس والغيوم اللازمة للحياة.  

٢- طبقة الستراتوسفير ويتراوح مداها بين ٦ و ٥٠ كم فوق سطح الأرض، وفيها تطير الطائرات كما يجري فيها الهواء بتيارات سريعة بشكل مواز للأرض، ويضاف لذلك بأن درجة الحرارة فيها تزداد مع الصعود وذلك لكثرة الأوزون الطبيعي الناتج عن أشعة الشمس والقادر على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

٣- طبقة الميزوسفير ويبلغ سمك هذه الطبقة حوالي٣٥ كم.

٤- طبقة الثيرموسفير وتشتعل الشهب فيها بسبب وجود كميات من الغازات اللازمة لتوليد الاحتكاك والحرارة ويتراوح مداها بين٩٠ و ٥٠٠ كم وتمتاز هذه الطبقة بانخفاض كثافة الهواء فيها لذا تدور الأقمار الصناعية فيها حول الأرض بالإضافة لذلك فإنه يحصل فيها ظاهرة الشفق حيث تصطدم جسيمات فضائية مشحونة بجزيئات وذرات هذه الطبقة مما يؤدي إلى تحفيزها لمستويات طاقة أعلى فتقوم بعدها الذرات بإطلاق الطاقة من خلال إصدار الضوء الذي يظهر على شكل شفق ملون مثل الشفق القطبي الشمالي والجنوبي.

٥- طبقة الإكزوسفير تعد الطبقة الخارجية للغلاف الجوي وتقوم هذه الطبقة بفصل الفضاء الخارجي عن طبقات الغلاف الجوي، ويبلغ مداها حوالي ١٠٠٠٠ كم، وهو مثيل لعرض الأرض نفسها، أي أنها ضخمة جداً، كما يتميز الغلاف الخارجي بغازاته مثل غازات الهيدروجين والهيليوم، وبالتالي ينعدم فيها هواء التنفس كما أنها باردة.

٦- طبقة الأيونوسفير وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الأيونات التي تكونت بفعل جسيمات الطاقة من الفضاء الخارجي أو أشعة الشمس حيث تصطدم هذه الأيونات بإلكترونات الذرات تماماً كالأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية أي أن هذه الطبقة موصلة الكهرباء كما أنها تعكس أمواج الراديو ويذكر بأن هذه الطبقة تتكون من عدة طبقات بحيث تتفاوت تبعاً للمدى والفصول وتحصل فيها التغييرات بشكل يومي، بالإضافة لذلك فإنها تعكس جسيمات الرياح الشمسية أيضاً وهي تيار من الجسيمات عالية التأين التي تنتجها الشمس وهي ضارة.

فإذا أضفنا لهذه الطبقات التي تعرف عليها العلماء الفضاء الخارجي كطبقة فوق هذه الطبقات الستة فبذلك تكون السبع سماوات وكما قال {ربنا وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} (٨٨) سورة ص، فكلما تقدمت العلوم والمعرفة يتبين صدق وحقيقة ما جاء فيه وهي أمور كانت خافية على الكثيرين من قبل وحتى الآن.

السبت، 17 أغسطس 2024

الصَّدَفَيْنِ

ورد في سورة الكهف الآية ٩٦ {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} فسرت على النحو التالي زبر الحديد أي قطع الحديد، ساوى بين الصدفين أي صف قطع الحديد بين الجبلين، قال للعمال انفخوا أي أشعلوا النار حتى إذا جعله نارا أي صار الحديد سائلاً قال أفرغوا عليه القطر وقالوا عنة النحاس؟

وإذا تمعنا في الآية فنجد كلمة الصدفين وقد فسروها على أنها سفح الجبلين، وكلمة الصدفين تقبل معني الصدفتين أو المصراعين وهما الغلاف الذي يحيط بالمحار البحري ويشبه للألة المستخدمة من قبل الحدادين وتسمي الكير وهي عبارة عن مصراعين يقبضان ويبسطان لنفخ الهواء على النار فتزداد درجة حرارة النار لتصهر الحديد كما هو موضح بالصور.

 ثم أن صف الحديد بين الجبلين بدون عزل لن يجعل عملية الصهر مكتملة وشاملة في وقت واحد، ولكن المنطقي أن تتم عملية الصهر والخلط بالقطر ثم ينقل المصهور الي الجبلين.

وتم تفسير القطر على أنه النحاس وهذا خطأ لآن النحاس والحديد لا يمتزجان ويكونا ما يسمي بالسبيكة ولكن الصحيح علمياً أن القطر هو الكربون أو القطران الذي إذا مزج مع الحديد يتكون الصلب القاسي {الاستانليس ستيل} وهذه هي طريقة صناعة الصلب الذي يصعب ثقبة.

ولذلك فأنه كلما قرأت القران بتدبر وتفكر تظهر لك أمور ومعاني ربما كانت غائبة عن ذهنك وعن إدراك من سبقوك.



 

قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا

 ورد في سورة الكهف الآية ٩٣ {قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا} وقد فسرت على أساس أن هؤلاء القوم لا يفهمون كلام غيرهم وأن التعامل معهم كان بلغة الإشارة أو أي وسيلة أخري؟

ولماذا لا تفهم من ناحية لغوية أخري على أنهم لا يحسنون التصرف ولا يفهمون شيئاً في أمور حياتهم وبالعامية ميعرفوش حاجة.

الكتاب المقدس

 الكتاب الإلهي أو الكتاب المقدس هو خطاب الله لخلقة في جميع الأديان مبشراً ومنذراً وبالتالي لا يطاله الانحراف أو القصور أو الخلل كما جاء في سورة الكهف الآية ١ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}، وفى سورة النساء الآية ٨٢ {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} وهذا ما يتحقق في الكتب التي يكتبها أو ينقلها البشر من اختلافات في الأسلوب والطريقة والهدف.

الأربعاء، 14 أغسطس 2024

يَتَفَيَّأُ

 كلمة يتفيأ تأتي من الفعل تفيأ وتعني انتقال الظل أو ميلانه، يُستخدم هذا الفعل لوصف حركة الظلال عندما تتحرك أو تتغير مواقعها بسبب تغير موقع الشمس، ورد في سورة النحل آية ٤٨ {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} أولم يروا العبارة للحث على التفكر، يتفيأ أي يرجع ويميل، المقصود تدور ظلالها تارة يمينا وتارة شمالا كأنها ساجده لله ومستسلمة ومنقادة، وهم عائدة على ما خلق، داخرون أي صاغرون.

الذِّكْرِ

ورد في سورة ص آية ١ {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} ذي الذكر أي المشتمل على ما يذكر الناس بما هم عنه غافلون. ووردت بمعني أهل الكتب السابقة كما في سورة النحل الآية ٤٣ {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وفي سورة الأنبياء الآية ٧ {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} أي أهل العلم بالكتب المنزلة السابقة.

ووردت بمعني القرآن كما في الآية ٤٤ {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} وفي سورة آل عمران الآية ٥٨ {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} وسورة الفرقان الآية ٢٩ {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} وسورة فصلت الآية ٤١ {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}.

وتعني أيضاً اللوح المحفوظ كما جاءت في سورة الأنبياء الآية ١٠٥ {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} ولقد كتبنا في الكتب المنزلة من بعد ما كتب في اللوح المحفوظ.

الاثنين، 12 أغسطس 2024

لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

 يصر كثير من السلفيين وغيرهم بأن لله أعضاء مثل خلقة وإن لم تتشابه في التكوين ولكنها تتشابه في الوظيفة فحينما يضرب الله لخلقة الأمثال بغرض أن يقرب لهم المفهوم، والله بقدرته التي لا ندركها قادر علي كل شيء ولا يحتاج الي وسيلة أو آليه ومعين كما ورد في سورة النحل الآية ٧٤ (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)  أي فلا تشبهوا الله بخلقة ويشمل التشبيه العضو والوظيفة فهو سبحانه كما وصف نفسه في سوره الشورى آية ١١ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وكما ورد في سورة مريم الآية ٦٥ (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) هل تعلم له سميا أي هل تعلم للرب مثلا أو شبيها ومفادها فلا تشبهوا الله بخلقة في الأداء والمحصلة وكما ورد في سورة الإخلاص الآية ٤ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) أي ولم يكن له مثيلاً ولا شبيهاً لا في أسمائه ولا في صفاته.