من مشاهداتي على مواقع التواصل كثرة الفيديوهات التي تحتوي على محتوي ديني به الكثير من المغالطات والأفكار الهدامة، والهدف من هذه الفيديوهات كسب أكبر عدد من المشاهدات التي تترجم إلى مكاسب مادية ومعنوية أو للتشكيك في الدين نظرا لانعدام الرقابة على محتواها ونظراً لعدم تدريسه في مدارسنا أو عرضة في إعلامنا كما كان يحدث سابقاً فأي شيء يقال على الميديا يتم تصديقه بسهولة ويرسخ في الذهن ويصبح من الصعب تغييرة أو الخروج عنة من منطلق مقولة تربوية {أنا أقرأ فربما أنسي ولكنني عندما أشاهد وأسمع فإنني أتذكر} والتي تجسد خطورة هذه الفيديوهات حيث أن معظمنا لم يعد يفضل القراءة ويستسهل المشاهدة.
واليوم وأنا أقرأ في سورة لقمان استحضرتني الآية 6 والتي تجسد هذه الظاهرة بمنتهي البلاغة منذ 14 قرن {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}، ثم ورد نفس المعني في نفس السورة الآية 20 {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} ثم تليها الآية 21 التي تبين وتوضح حالنا الآن في هذا العصر {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} ما وجدنا علية أباءنا يقصد بها أيضاً ما تركة لنا الأولون أو ما يسمي بكتب التراث.
إذاً إعمال العقل والتدبر مطلوبان للتعرف على الخالق، فقراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات عصرك واعلم تماما أن الله سيحاسبك برحمته ومغفرته إذا أحسنت عبادته وحده.