الجمعة، 9 أغسطس 2024

ما مفهوم الصلاة

أصل كلمة الصلاة هي الصلة أو الرابطة والاتصال والصلاة هي أيضاً الدعاء بالرحمة والثناء كما قال ربنا في سورة الأحزاب الآية ٥٦ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

ووردت كلمة يصلي في سورة الأحزاب الآية ٤٣ {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} وهو هنا تعني الذات الإلهية بمعني أي أنه سبحانه يرحمكم ويثني عليكم، وتدعو لكم ملائكته ليخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإيمان وكان بالمؤمنين رحيما في الدنيا والآخرة.

والصلاة مذكورة في جميع الأديان ولقد مارسها جميع الأنبياء والرسل والخلق جميعاً وهي إما صلاة حركية أو بالأقوال فقط كالتسابيح والابتهالات والتضرعات للخالق أو حركية قولية كالتي يقوم بها المسلمون بغرض عباده الخالق وطلب الرحمة والمغفرة منه سبحانه وتعالي.

ووردت كلمة الصلاة في سورة هود الآية ٨٧ {قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ} أصلاتك هنا بمعني اتصالك وصلتك مع ربك وهو ما تبينه الآية اللاحقة ٨٨ {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} بينة أي طريق واضح من ربي فيما أدعوكم إليه.

كما وردت في سورة العنكبوت الآية ٤٥ {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} وهنا تقبل معني آخر أشمل وهو أن الصلة مع الله واتصالك به ينهيك عن فعل كل ما هو قبيح وفاجر.

الخميس، 8 أغسطس 2024

هل السنة مكملة للقرآن

من يقول إن السنة مكملة أو مفسرة للقرآن فمعني ذلك أن القرآن نزل ناقصاً أو غير واضح، حاشي لله فقد كفر بآيات القرآن التالية: سورة هود الآية ١ {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} هذا الكتاب وهو القرآن أُحكمت آياته من الخلل والباطل ثم فصلت أي بينت ووضحت بالأمر والنهي من عند الله الحكيم بتدبير الأمور الخبير بما تؤول إليه عواقبها.

سورة الأنعام الآية ٣٨ {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ما فرطنا في الكتاب أي ما تركنا في القران شيئا إلا ذكرناه إما نصا ودلالة وإما مجملا ومفصلا.

سورة فصلت الآية ٣ {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} فصلت أي بينت آياته ووضحت معانيه.

سورة الإسراء الآية ١٠٦ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} فرقناه أي أنزلناه مفرقا وفصلناه وبيناه وجعلناه فارقاً بين الهدى والضلال، لتقرأه على الناس على مكث أي بتؤدة وتمهل ونزلناه مفرقا شيئا بعد شيء على حسب الحوادث ومقتضيات الأحوال.

سورة الزمر الآية ٢٨ {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} هذا القرآن عربيا واضح الألفاظ سهل المعاني لا لبس فيه ولا انحراف.

وفي سورة الإسراء الآية ٨٩ {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} صرفنا أي بينا ونوعنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ينبغي الاعتبار به فأبى أي فرفض أكثر الناس إلا جحودا للحق وإنكارا لحجج الله وأدلته.

وكما جاء في سورة النحل الآية ٨٩ {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} بمعني ونزلنا عليك القرآن تبيانا أي موضحاً لكل أمر يحتاج إلى بيان وتوضيح.

ويرى المؤيدون لهذا القول إن السنة موضحة ومفسرة وحاكمة وهذا لعب بالكلمات لأن المعني والهدف واحد ويعتمدوا على عدة آيات فهموها على قدر فهمهم وهي كما يلي:

سورة الحشر الآية ٧ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وأقول بأن الرسول لم يأت بشيء من تلقاء نفسه بل كل من عند الله.

سورة الحاقة الآية ٤٤ {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} ولو تقول أي لو ادعى محمد علينا شيئا لم نقله له لإبلاغه.
سورة النور الآية ٥٤ {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} طاعة الرسول فيما كلف به من تبليغ الرسالة وعليكم فعل ما كلفتم به من الامتثال وإن تطيعوه تهتدوا أي ترشدوا إلى الحق وليس على الرسول إلا أن يبلغ رسالة ربه بلاغا بينا.
سورة النساء الآية ٦٤ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} والآية ٦٥ {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

واستندوا أيضاً على ما يلي وهو أنه كيف سنقيم الصلاة التي أمرنا الله تعالى بها في كتابه الكريم؟ وما عددها؟ وما أوقاتها؟ وما مبطلاتها؟ وقل مثل ذلك في الزكاة، والصيام، والحج، وباقي شعائر الدين وشرائعه.
وسأتوجه إليهم بسؤال وما هو الحديث الشريف الذي تعرض بالتفصيل لهذه الأمور جملة وتفصيلاً؟

وهل كانت هناك سنة في أيام الرسول الكريم؟

أليس رسول القائل صلوا {كما رأيتموني أصلي} و {خذوا عني مناسككم} وبالتبعية في سائر الأمور بالتواتر.

أليس الله هو من حدد للرسول ما هو مكلف به كما جاء في سورة الأحزاب الآية ٤٥ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} والآية ٤٦ {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} ومعني هاتين الآيتين أن الرسول كان مبلغاً ولم يكن مشرعاً فالتشريع لا يكون إلا من الله وحده ولا ينبغي لأحد أن يعدل أو يغير ما أنزل الله.

وكما جاء في سورة الفتح الآية ٨ {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}

المقتسمين

 ورد في سورة الحجر الآية ٩٠ {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} القسمة هي التوزيع علي متعدد أما المقتسمين فهم من يقوموا بعملية التقسيم ولكن المعني في سياق الآية أي الذين قسموا كتابهم فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، ثم تأتي الآية ٩١ وتصفهم {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} عضين أي مفرقا أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، أو كما يوصفون شيعاً أي جماعات وأحزاب كما جاء في سورة المؤمنون الآية ٥٣ {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وسورة الروم الآية ٣٢ {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وتكررت كلمة شيعاً في سورة الأنعام الآية ٦٥ {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} بمعني أي أن تكونوا فرقا متناحرة يقتل بعضكم بعضا وفي سورة الأنعام الآية ١٥٩ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } أي كانوا فرقا وأحزابا والآن في هذا العصر الذي نعيش فيه نري تجسيد ذلك فهناك السلفيين والإخوان والشيعة وغيرهم كثير من المسميات، لست منهم في شيء أي أنك أيها الرسول بريء منهم إنما شأنهم وحكمهم إلى الله ثم يخبرهم بأعمالهم، وفي سورة القصص الآية ٤ {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} بمعني طوائف متفرقة.

الاثنين، 5 أغسطس 2024

الساحر

هل الساحر قادر فعلاً في التأثير على الأشياء والأشخاص أم هو عملية إيحاء وخداع للحواس؟

السحر في اللغة هو الفتنة والإغواء وإظهار الأشياء بغير واقعها ويوضح ذلك ما قام به سحرة فرعون في سورة الأعراف الآية ١١٦ {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} وما يؤكد ذلك وهم الأساتذة في مهنتهم الآية ١١٢ {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} وأنهم لما تبين لهم الحقيقة وليس خداعهم كما فعلوا أمنوا على الفور الآية ١٢٠ {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} لعلمهم وتيقنهم أن ما فعلوه خداع وأن ما شاهدوه هو الحقيقة.

فما هو الساحر كما جاء في سورة الزخرف الآية ٤٩ {وَقَالُوا يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} الأنبياء لم يكونوا سحرة ولكن الساحر كان عندهم معناه العالم.