الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

كلمات في القرآن سيء فهمها

 

كلمات في القرآن سيء فهمها، ورد في سورة النساء الآية ٣٤ (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) وقد فسرها الأوائل كما يلي واللاتي تخشون منهن عدم طاعتكم فعظوهن أي فانصحوهن وذكروهن بالكلمة الطيبة فإن لم تثمر فاهجروهن في الفراش فإن لم يؤثر ذلك فيهن فاضربوهن ضربا لا ضرر فيه ولا أدري من أين أتوا لا ضرر فيه فالضرب ضرب في المطلق وعلي فهم كل إنسان.

وقد وردت كلمة الضرب في القرآن الكريم بمعاني مختلفة منها التذكير والعرض والتمثيل كما ورد في سورة البقرة الآية ٢٦ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا)، وفي سورة الرعد الآية ١٧ (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ) وفي سورة إبراهيم الآية ٢٥ (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ) وفي سورة النور الآية ٣٥ (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ)، وفى سورة محمد الآية ٣ (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ)، وفى سورة الكهف الآية ٣٢ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ) وفي سورة الكهف أيضا الآية ٤٥ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

وجاءت بمعني الضرب المتعارف علية كما ورد في سورة الصافات الآية ٩٣ (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ)، وفى سورة محمد الآية ٢٧ (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ)، وفى سورة الأنفال الآية ١٢ (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)

وجاءت في سورة النور الآية ٣١ بمعنين ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ --- وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) وليضربن بمعني ليلقين ويسدلن، ولا يضربن الثانية بمعني يحدثن دب وخبط.

وجاءت بمعني يتنقلون كما ورد فِي سورة المزمل الآية ٢٠ (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ).

وجاءت بمعني اللمس كما في سورة البقرة الآية ٦٠ (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) والآية ٧٣ سورة البقرة (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا) وفي سورة الأعراف الآية ١٦٠ (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ).

وبالعودة للآية ٣٤ من سورة النساء فلقد كرم الله بني آدم رجالهم ونسائهم ولن يكون الضرب المتعارف علية وسيلة إصلاح وتقويم فهو إما وسيلة عقاب أو وسيلة تواصل وتماس كما ورد في الآيات السابقة فحينما طلب الله من سيدنا موسي ضربا الحجر ليس بغرض كسرة فلا يصح أن يؤثر الضعيف في الأقوي، وحينما طلب الله من اليهود ضرب الميت في سورة البقرة الآية ٧٣ ليحيا ويخبر عمن قتلة لم يكن المقصود العقاب ولكن ليكون الفعل سبب في حدوث مشيئه الله، ومن هنا يكون ضرب النساء هو وسيلة تواصل معهن وليس عقاب والله أعلم.

 

الاثنين، 17 نوفمبر 2025

هل نزل القرآن منقطا ومشكلا

 

لمن يشيع بأن القرآن نزل غير منقط ومشكل فهو مخطئ فاللغة العربية لا تستقيم وتفهم إلا من خلال التنقيط والتشكيل فجملة لعلكم ترحمون من الرحمة وكلمة لعلكم ترجمون من العذاب الفرق بينهما وضع النقطة.

وحيث أن اللغة العربية قبل القران لم تكن تستخدم نظام التنقيط والتشكيل لأنها كانت أمة أمية لاتعتمد علي الكتابة والقراءة ولكن علي البلاغة والحفظ.

وحيث أن القران نزل مقروءا من سيدنا    جبريل مسموعا من سيدنا محمد وان النبي كان يحاول حفظة كما جاء في سورة القيامة الآية ١٦(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) بمعني لا تحرك أيها النبي بالقرآن لسانك حين نزول الوحي لأجل أن تتعجل بحفظه مخافة أن يتفلت منك، ثم تأتي الآية ١٧ (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) بمعني إن علينا جمعه في صدرك ثم أن تقرأه بلسانك متى شئت، ثم الآية ١٨ (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) بمعني فإذا قرأه عليك رسولنا جبريل فاستمع لقراءته وأنصت له ثم اقرأه كما أقرأك إياه،

وينطبق ذلك علي المسلمين الأوائل فكان القران محفوظا في صدورهم، وبانتشار الإسلام ودخول غير الناطقين بالعربية في الإسلام كان لابد من وضع نظام يحول هذا القرآن المنطوق إلى مكتوب وبنفس دقة وبلاغة قراءته  فتأتي سورة الحجر في الآية ٩ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) المقصود بالذكر هو القرآن، والحفظ هنا بمعني حفظ تلاوتة وكلماته،

أول من جمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب هو الخليفة أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، وذلك بعد وفاة النبي ﷺ خوفًا من ضياع شيء منه باستشهاد عدد كبير من الحفّاظ في معركة اليمامة. وقد تولّى زيد بن ثابت رضي الله عنه مهمة الكتابة والتدوين بأمر من أبي بكر.

فأول من شكّل كلمات القرآن الكريم هو الصحابي الجليل أبو الأسود الدؤلي رضي الله عنه، وذلك بأمر من الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عندما كثر اللحن والاختلاف في قراءة القرآن بين غير الناطقين بالعربية، ثم تطور التشكيل لاحقًا علي يد  يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم الليثي فطوّروا نظام النقط والتشكيل لتتوافق القراءة مع الكتابة، ثم ابتكر الخليل بن أحمد التشكيل الحديث حتى وصل إلى الشكل المعروف اليوم.

 

 

 

الأحد، 9 نوفمبر 2025

المسلمون يؤمنون بالكتب السماوية فلماذا لا يقرؤنها؟



الكتب الموجودة حاليا ليست بالكتب التي أنزلها الله لأنها ليست كلمات الله لخلقه كما في القران ولكنها في معظمها كلمات بشر وبدليل وجود عدة نسخ منها فكلمات الله لا تقبل الخطأ أو الإختلاف، وتخبرنا الآية ١٨٧ من سورة آل عمران بذلك (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) ومعناها إذ أخذ الله العهد على الذين آتاهم الله الكتاب من اليهود والنصارى لتبيننه أي ليبينوا للناس ما فيهما ولا يكتموا ذلك ولا يخفوه، فنبذوه أي فتركوا العهد وتخلوا عنه ولم يلتزموا به وأخذوا ثمنا بخسا مقابل كتمانهم الحق وتحريفهم كتبهم.

الجمعة، 7 نوفمبر 2025

ما معني أن نفر من قدر الله إلى قدر الله؟

ورد في سورة آل عمران الآية ١٥٤ (يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) لو تدبرناها لإنصلح حالنا وتيقنا أنة لن يصيبنا إلا ما قدره الله علينا وفيها يخاطب الله ضعاف الإيمان اللذين يخشون الموت في الحرب في حاله مشاركتهم فيها وفيها إشاره واضحة بأن الموت سيصيب الجميع في الوقت الذى حدده الله لنا وليس له سبب أو مسبب، فنحن جميعا نفر من قدر الله إلي قدر الله.

الاثنين، 20 أكتوبر 2025

مالمقصود بالحسد وشر الحاسد

 

يعتقد كثيرون في وجود الحسد بحجة أنه مذكور في القران متجاهلين الآية ٥١ من سورة التوبة (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) إذا كل شيء مقدر في علم الله فما المقصود بالحسد؟ الحسد هو تمني زوال نعمه أنعمها الله على شخص، وما هو شر الحاسد الذي ورد في الآية ٥ من سورة الفلق؟ شر الحاسد يترجم إلي فعل مادي تجاه المحسود تماما كمن يقوم بإتلاف دهان سيارة جديدة بواسطة مسمار بدون سبب إلا بنقص وشر من نفسه، وقس علي ذلك في جميع أشكال الحسد.

الأحد، 13 يوليو 2025

ما معني الإسلام

 

الإسلام في اللغة تعني الاستسلام والانقياد والخنوع، كما ورد في سورة آل عمران بتوضيح ذلك المعني في ١٢ آية ففي الآية ١٩ (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) وفي الآية ٢٠ وردت ثلاث مرات بمعني الاستسلام والإنقياد (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) وفي الآية ٥٢ (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) وفي الآية ٦٤ (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) وفي الآية ٦٧ كانت صفه لسيدنا إبراهيم (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وفي الآية ٨٠ (وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) وفي الآية ٨٣ ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) والآية ٨٤ (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) والآية ٨٥ (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) والآية ١٠٢ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

الأوجه التي تحدد الاستسلام والانقياد لله كما ورد في سورة البقرة الآية ١٧٧ (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ) ثم يأتي الشق الأخير من الآية ليحدد ما هيه هؤلاء الأبرار (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) معني ذلك أن كل من يعمل أوجه البر تلك فإنة من المؤمنين المستسلمين لله.

الأربعاء، 9 يوليو 2025

ما هو مفهوم البر في الإسلام

 

البر في اللغة هو الخير والطاعة والتواصل والعدل والرحمة ووردت في القران بمعان عدة منها بر الوالدين،  ووردت في سورة البقرة الآية ١٧٧ (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) والبر هنا جامعة لكل أوجه الخير ولكل طاعة وقربة يتقرب بها العبد إلى الله كناية عن عبادة الله من خلال ما يؤمن به وأيا كان دينة، ثم يأتي الشق الثاني من الآية ليحدد ويبين هذة الأوجه التي تحدد الاستسلام والانقياد لله (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ) ثم يأتي الشق الأخير من الآية ليحدد ما مصير هؤلاء الأبرار (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) معني ذلك أن كل من يعمل أوجه البر تلك فإنة من المؤمنين المستسلمين لله.

 

 

 

 

الثلاثاء، 8 يوليو 2025

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ

 أن تقرأ القرآن بتدبر وتفكر فإنك ستكتشف معاني جديدة ربما كانت غائبة عن فهمك وفهم من سبقوك، وأنا أقرأ في سورة البقرة الآية ١٦٤ (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ) ولقد فهمت كلمة الفلك علي أنها السفن وتم إهمال أن كلمة الفلك لها معني آخر وهو المدار والمسار والتيار، فلو كان يقصد بها السفن لقيلت لغويا تجري علي وليس في، ولو عدنا للآية الكريمة فإنها تتكلم عن قدرة الخالق وعظمته فهناك فائدة لما يسمي بالتيارات المائية وهذه التيارات تجري في البحر وهو ما حدده الله العليم بكل دقة في كلمة في وليس علي.

وإليك فوائد هذة التيارات

تنظيم المناخ العالمي

التيارات البحرية تنقل الحرارة من المناطق الاستوائية إلى المناطق الباردة مما يساعد على توزيع حرارة الأرض.

دعم الحياة البحرية

التيارات تنقل المغذيات من الأعماق إلى السطح مما يعزز نمو العوالق النباتية الأساس في السلسلة الغذائية البحرية وهذا يدعم تنوعًا بيولوجيًا غنيًا ويزيد من وفرة الأسماك في مناطق معينة.

تسهيل الملاحة البحرية

السفن تستفيد من التيارات البحرية لتوفير الوقود والوقت ولقد كان البحارة القدماء  يعتمدون على معرفة التيارات لتحديد طرق الإبحار المثلى.

التأثير على الطقس والأعاصير

التيارات تؤثر على نمط الرياح وتكوين الأعاصير والتغيرات في التيارات مثل ظاهرة النينيو تؤدي إلى تغيرات مناخية عالمية مثل الجفاف أو الفيضانات.

دورها في التوازن البيئي.

تساعد في تنقية المياه عبر تحريكها ومنع ركودها كما تساهم في توزيع الملوحة والأوكسجين في أعماق البحار.

وبالرجوع للآية الكريمة وبناء علي معطيات العلم والمعرفة فيتضح لك معني أشمل وأعم لكلمة بما ينفع الناس في المطلق، كما أن السفن ليست آية من آيات الله لأن البشر هم من يصنعوها ولكن آية الله هي تلك التيارات وما تسببه من فوائد سبق ذكرها والله أعلم.

 

 

 

 

الخميس، 29 مايو 2025

كلمات اختصت بها سور ١٢

 

ورد في سورة المائدة كلمة شَنَآنُ مرتين في الآية ٢ {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} وفي الآية ٨ {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا} ولا يجرمنكم أي ولا يحملنكم شنآن أي بغض وكره قوم لكم، ووردت في سورة الكوثر الآية ٣ {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} بمعني أن مبغضك وكارهك أيها الرسول هو المقطوع عن كل خير والمحروم من كل ذكر حسن.

 

وردت كلمة اليم في سورة الأعراف الآية ١٣٦ {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} ووردت في سورة طه الآية ٣٩ {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ} الساحل هنا بمعنى الشاطئ والآية ٧٨ {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} والآية ٩٧ {لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} ووردت في سورة القصص الآية ٧ {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} والآية ٤٠ {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} وفى سورة الذاريات الآية ٤٠ {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ} ولقد تم تفسيرها بناء على سياق القصة ففي حالة أم موسي ففسر اليم على أنه نهر النيل، وفي قصة غرق فرعون وبقرة السامري فكان هو البحر، وإنني أري أنه لا داعي لهذه التفاصيل التي لن تغير من مضمون القصة فالنيل والبحر هما مياه بغض النظر عن كونها مالحة أو عذبة.

 

وردت كلمة قتل في عدد من الآيات بالمعنى اللفظي أي إماتة أو فتك وبطش كما في سورة آل عمران الآية ١٤٤ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ} وسورة الإسراء الآية ٣٣ {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا}.

وقد تأتى بمعنى آخر هو لعن كما في سورة البروج الآية ٤ {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ}  وسورة عبس الآية ١٧ {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} وسورة المدثر الآية ١٩ {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} وسورة الذاريات الآية ١٠ {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}.

 

كلمات اختصت بها سور ١١

 

وردت كلمة أُمَّةً في العديد من الآيات فهي وصف لأقوام تجمعها روابط مشتركة مثل الدين والتاريخ والثقافة  والأرض، فكما جاء في سورة البقرة الآية ١٢٨ {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} والآية ١٤٣  {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} والآية ٢١٣ {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} وكما جاء في سورة المائدة الآية ٤٨ {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} وفي سورة يونس الآية ١٩ {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} وسورة هود الآية ١١٨ {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} وفي سورة النحل الآية ٩٣ {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}

ولقد وردت بمعني وقت محدد كما جاء في سورة هود الآية ٨ (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) وفي سورة يوسف الآية ٤٥ (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)

ووردت أيضا بمعنى طريقة ومذهب كما جاء في سورة الزخرف الآية ٢٢ (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ) والآية ٢٣ (قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)

أما في سورة النحل فجاءت في وصف سيدنا إبراهيم في الآية ١٢٠ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} بمعني إن إبراهيم كان أمة أي إماما في الخير وكان قانتا أي طائعا خاشعا لله حنيفا أي لا يميل عن الدين الحق موحدا لله غير مشرك به.

 

وردت كلمة الْغَاوِينَ في العديد من الآيات ففي سورة الأعراف الآية ١٧٥ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} بمعنى وأقصص أيها الرسول على أمتك خبر رجل من بني إسرائيل أعطيناه حججنا وأدلتنا فتعلمها ثم فانسلخ أي كفر بها ونبذها وراء ظهره فاستحوذ عليه الشيطان فصار من الغاوين أي من الضالين الهالكين، وفى سورة الحجر الآية ٤٢ {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}، وفي سورة الشعراء الآية ٩١ {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} بمعنى أي وأُظهرت النار للغاوين أي الذين غووا وضلوا عن الهدى، وفي سورة الصافات الآية ٣٢ {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} بمعنى فأغويناكم وأغريناكم لنميز الظالمين، غاوين أي مغوين ومختبرين.

 

وردت كلمة الْغَابِرِينَ في العديد من الآيات وتم تفسيرها بناء على موقعها من الآية ففي سورة الأعراف الآية ٨٣ {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} بمعنى الهالكين الباقين في العذاب، وفى سورة الحجر الآية ٦٠ {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}، وفي سورة الشعراء الآية ١٧١ {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ}، وفى سورة النمل الآية ٥٧ {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ}، ووردت في سورة العنكبوت مرتين في الآية ٣٢ {لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} والآية ٣٣ {إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} بمعنى هالكة فيمن يهلكون، وفى سورة الصافات الآية ١٣٥ {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} .

وكلمة الغابرين في اللعة معناها السابقين البائدين المندثرين الفانين الزائلين.

 

وردت كلمة الْأَسْبَاطِ في العديد من الآيات والأسباط في اللغة هم الأحفاد ويقصد بهم في القران أحفاد سيدنا يعقوب  الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة كما ورد في سورة البقرة الآية ١٣٦ {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} والآية ١٤٠ {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} وفي سورة آل عمران الآية ٨٤ {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} وفي سورة الأنبياء الآية ١٦٣  {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} وسورة الأعراف الآية ١٦٠ {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا}

 

تمر علينا آيات في القران الكريم نقرأها مراراً ولكن لا نتدبر معناها ولو تدبرناها ولما ترمز إلية لاكتشفت أموراً ومعاني غائبة عنك وليتأكد لك أن هذا الكتاب من قول خالق عليم يعلم ما كان وسيكون.

كلمة بث لها معاني متعددة  تعتمد على سياق الآية فكما جاء في سورة البقرة الآية ١٦٤ {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} وبث هنا بمعنى نشر وأحدث وأوجد وكما جاء في سورة النساء الآية ١ {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}، وسورة لقمان الآية ١٠ {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}، وسورة الشورى الآية ٢٩ {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ}، وكما جاء في سورة الواقعة الآية ٦ {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} أيضاً بمعنى أي منتشرا متفرقاً.

ووردت بصيغة {بثي} في سورة يوسف الآية ٨٦  {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي} البث هو أشد الحزن الذي يصبر عليه صاحبه والحزن أشد الهم.

ووردت بصيغة {لبث} في سورة العنكبوت الآية ١٤ {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} بمعن مكث وأقام، وكما جاء في سورة الصافات الآية ١٤٤ {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}

أما في سورة الجاثية الآية ٤ {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} فوردت بصيغة المضارع المستمر وليس بصيغة الماضي {بث} كما جاء في الآيات السابقة أي أن البث والانتشار ما زال مستمر فما دلالة ذلك عصرنا الحالي؟

فبتقدم العلوم أصبح من الممكن استحداث سلالات جديدة عن طريق علم الهندسة الوراثية وهو ليس خلق ولكن تهجين أو تخصيب كما حدث مع النعجة دولي المعرفة علمياً، ومن هنا يكون للآية معنى آخر يبين قدرة الخالق في نشر حيوانات جديدة على الأرض وليتبين لك دقة وإعجاز كلمات هذا القران وتوافقها مع كل زمان ومكان.

 

ورد في سورة الشورى الآية ٢٧ {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} وبيانها أي ولو بسط الله الرزق لعباده فوسعه عليهم لبغوا أي لطغوا وتجبروا وليطغى بعضهم على بعض ولكن الله ينزل أرزاقهم بقدر ما يشاء لكفايتهم إنه بعباده خبير بما يصلحهم وهو سبحانه بصير مطلع على أحوالهم.

 

ورد في سورة الإسراء الآية ٢٩ {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا} وبيانها ألا تجعل يدك مغلولة أي مقيدة كناية عن البخل إلى عنقك أي لا تمسكها عن الإنفاق كل الإِمساك حتى كأنها مقبوضة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط المراد لا تبسط يدك بالعطاء والإنفاق فتنفق فوق طاقتك فتقعد تلوم نفسك محسورا أي نادما على تبذيرك وضياع مالك.

 

ورد في سورة الأنفال الآية ٢٥ {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وبيانها واحذروا أيها المؤمنون اختبارا ومحنة يصاب بها المسيء وغيره ولا يخص بها أهل المعاصي فقط بل تصيب الصالحين معهم، فقد حذرت الآية بكل وضوح أفراد المجتمع بأن الظلم بكل أشكاله وأنواعه إذا ظهر بينهم ولم يتحركوا لردعة فإن العقوبة تشملهم جميعاً ويكون مقصد الآية التحذير من فتنة تتعدى الظالم فتصيب الجميع.

 

ورد في سورة الأنعام الآية ١٢١ {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} وبيانها إن الشياطين ليوحون أي يلقون بالشبهات حول تحريم أكل الميتة من منطلق إنكم تأكلون الميتة التي تصطانوها بواسطة الحيوانات التي تدربونها علي الصيد فلما لا تأكلون الميتة، وإن أطعتموهم أيها المسلمون في تحليل الميتة فأنتم وهم في الشرك سواء.

الأربعاء، 28 مايو 2025

كلمات اختصت بها سور ١٠

 

ورد في سورة البقرة الآية ٦٢ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا} ووردت أيضاً في سورة الحج الآية ١٧ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} الذين هادوا هم اليهود، والصابئين وهم قوم باقون على فطرتهم ولا دين لهم يتبعونه يؤمنون بوجود إله ويوم آخر للحساب ويعملون الأعمال الصالحة، المجوس وهم عبدة النار، والذين أشركوا وهم عبدة الأوثان.

 

وردت كلمة نُكْرًا في العديد من الآيات ففي سورة الكهف الآية ٧٤ {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} بمعنى أي أمرا بغيضا فظيعا قبيحا، والآية ٨٧ {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا}، في سورة الطلاق الآية ٨ {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا} بمعنى أي منكرا شنيعا عظيما.

 

وردت كلمة مُقْتَصِدٌ في سورة لقمان الآية ٣٢ {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} كلمة مُقْتَصِدٌ من اقتصادي أو موفر والمعني في الآية أي لم يقم بشكر الله على وجه الكمال بمعني آخر أي قام بالحد الأدنى من العبادة، وتكررت في سورة فاطر الآية ٣٢ {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} بمعني منهم ظالم لنفسه بفعل بعض المعاصي، ومنهم مقتصد وهو المؤدي للواجبات المتجنب للمحرمات، ومنهم سابق بالخيرات أي مسارع مجتهد في الأعمال الصالحة.

 

وردت كلمة مَعِينٍ في العديد من الآيات ففي سورة المؤمنون الآية ٥٠ {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} بمعنى أي ماء جار ظاهر للعيون، وفى سورة الصافات الآية ٤٥ {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} بمعنى أي من انهار جارية ظاهرة للعيان، وفي سورة الواقعة الآية ١٨ {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} معين أي عين خمر جارية في الجنة، وفي سورة الملك الآية ٣٠ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} معنى ماؤكم غورا أي غائرا في الأرض لا تستطيعون الوصول إلية، وماء معين أي بماء جار على وجه الأرض ظاهر للعيون.

 

وردت جملة لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا في سورة الأعراف الآية ٩٢ {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} وفي سورة هود الآية ٦٨ {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} والآية ٩٥ {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} والمعني أي كأنهم لم يقيموا ويعيشوا فيها.

 

وردت كلمة لَا جَرَمَ في العديد من الآيات ففي سورة هود الآية ٢٢ {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} بمعنى لابد وحقا ولا محالة، وفي سورة النحل الآية ٢٣ {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} والآية ٦٢ {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} والآية ١٠٩ {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} وفي سورة غافر الآية ٤٣ {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ}.

 

وردت كلمة قَرْنٍ في العديد من الآيات ومعناها أي قوم في زمن واحد، فكما جاء في سورة الأنعام الآية ٦ {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ} وسورة مريم الآية ٧٤ {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} والآية ٩٨ {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} وكما جاء في سورة ص الآية ٣ {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} وفي سورة ق الآية ٣٦ {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ}.

 

وردت كلمة فَيَذَرُ بصيغ متعددة في العديد من السور في سورة الأنبياء الآية ١٠٦ {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا} بمعني أي يدع أماكن الجبال قاعا صفصفا أي أرضا ملساء مستوية والقاع ما انبسط من الأرض والصفصف هو الأملس، ووردت بصيغ مختلفة كما جاء في سورة الأنبياء الآية ٨٩ {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} بمعني لا تتركني وحيداً، ووردت في سورة الأعراف في الآية ١٢٧ {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} بمعني أي تترك موسى وقومة بترك عبادتك وعبادة آلهتك.

 

وردت جملة عَزْمِ الْأُمُورِ في سورة لقمان الآية ١٧ {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} بمعني الأمور التي ينبغي الإصرار والحرص عليها، وتكررت في سورة آل عمران الآية ١٨٦ {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} بمعني أحق الأمور وخيرها، وفي سورة الشورى الآية ٤٣ {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} بمعني الأفعال الحميدة التي أمر الله بها.

 

وردت جملة عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ في سورة التوبة الآية ٩٤ {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وفي الآية ١٠٥ {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وفي سورة المؤمنون الآية ٩٢ {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وفي سورة الجمعة الآية ٨ {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} والمعني أي هو سبحانه عالم ما غاب عن خلقة والشهادة بمعني وما حضر فظهر للعيان ولم يغب عن الأبصار.

 

 

كلمات اختصت بها سور ٩

 

ورد في سورة آل عمران الآية ١١٥ {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} الكفر في اللغة هو الإنكار والجحود والشرك أما هنا فتعنى أنهم لن يحرموا الإِثابة والأجر عليه.

 

ورد في سورة البقرة الآية ٢٣٥ {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} عرضتم أي تلمحون في طلب خطبة النساء، علم اللَّه أنكم ستذكرونهن أي ستتحدثون عنهن وتتعلقون بهن.

 

ورد في سورة الممتحنة الآية ١٢ {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} ولم تتعرض مواقع التفسير للمعني اللفظي للآية الكريمة واكتفت بذكر المعنى العام وهو ألا يُلحقن بأزواجهن أولادًا ليسوا منهم، فقد وفقني الله لهذا الاجتهاد:

وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ أي يقمن بفعل قبيح شنيع كالزنا، يَفْتَرِينَهُ أي يختلقنه بالكذب والزور بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ أي بأنفسهن على غرار الآية ١٩٥ من سورة البقرة { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} والآية ٧٦ من سورة الحج {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} فأيديكم كناية عن أنفسكم، وَأَرْجُلِهِنَّ أي لرجالهن وهم أزواجهم فالرجال تأتى على معانى مختلفة حسب سياق الآية فكما أتت في سورة البقرة آية ٢٣٩ {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} فرجالا أي سائرين على أرجلكم.

من هذا المنطلق يتضح معنى أخر لكلمة بهتان في عصرنا الحالي فالبهتان هو الكذب والزور فكم من زوجة تدعى زورا وبهتاناً على أزواجها لتحصل على الطلاق أو لتتحصل على حقوق لا تستحقها أو تمنع زوجها من رؤية أبنائه كل هذا يندرج تحت كلمة بهتان، من ذلك وغيرة من الأمثلة يتضح أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان بناء على فهمة في كل عصر والله أعلم.

 

وردت كلمة وأشربوا في سورة البقرة الآية ٩٣ {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} والشرب يعنى تناول الشراب وَأُشْرِبُوا هنا بمعني أن عبادة العجل قد امتزجت بقلوبهم كأنهم شربوا هذا الحب وتغلل في قلوبهم.

 

وردت كلمة يشرى في العديد من الآيات ويظن البعض أن المقصود بها عملية الشراء والصواب أن معناها يبيع وتكررت في العديد من الآيات ففي سورة البقرة الآية ١٠٢ {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} شروا هنا بمعنى باعوا، والآية ٢٠٧ من سورة البقرة {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} يشري بمعني يبيع نفسه ابتغاء أي طلب لرضا الله عنه بالجهاد في سبيله والتزام بطاعته، ثم يظهر المعنى جلياً في سورة يوسف الآية ٢٠ {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} وشروة أي باعوه وهذه الكلمة من الأضداد في اللغة العربية اشتروه أي شراء أما شروه أي باعوه.

 

وردت كلمة تأكلوها والمعنى الظاهر هو تناول الطعام وتكررت في العديد من الآيات وفي سورة البقرة الآية ١٨٨ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} والمعنى هنا أي تستولوا عليها، وتتكرر هذه الكلمة في معظم السور سورة النساء أية ٦ {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا} والمعنى هنا أي ولا تعتدوا وتستولوا عليها أو بإنفاقها في غير موضعها، ثم أتت في سورة النساء أية ١٢٩ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} والمعنى أي لا يأكل بعضكم مال بعضٍ بما لا يحل له كالخيانة والغصب والسرقة والقمار والرشوة والربا ونحو ذلك وتكررت هذه الكمة في الكثير من السور.

وكلمة تأكلوا لها من الدلالات الكثير فالأكل لا يتطلب وقت أو مكان وربما يكون بنهم وشره فتكون كلمة الأكل هي المعبرة عن كل حالة تستخدم فيها والله أعلم.

 

ورد في سورة الحـج الآية ٢ (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى) من بلاغه القران في وصف الله لحال الناس يوم قيام الساعة بالسكارى والمعروف أن السكران يترنح بفعل المسكر ويفقد توازنه وهذا هو الحال عند حدوث الزلزال وعدم استقرار الأرض فيترنح الناس وتنهار المنازل وهذا هو حال الأرض يوم يأذن الله بقيامها زلازل وبراكين ونيازك ودمار.

 

أقسم الله سبحانه في  سورة النجم بالنجم إذا هوي ولا يقسم سبحانه إلا بشيء عظيم

ورد في الآية ١ من سورة النجم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} وقد فسرت قديماً على أن النجم غاب واختفي، ولكن هوي لها معاني أخري منها أفل وانتكس واختفاء النجم الفعلي وليس الذي يشاهد ينتج بسبب تغلب قوي جاذبيته وانكماشه على نفسه متحولاً إلى ما أثبته العلم ورصدة بالثقب الأسود الذي لدية القدرة على سحب وامتصاص أي جسم آخر يمر بالقرب منة داخلة مهما فاقة في الحجم إلى أين الله أعلم؟ وما زال العلم حائر أمام هذه الظاهرة.

 

ورد في سورة هود الآية ٨٢ (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) سجيل هو الطين المتصلب المتحجر.

وفي سورة الواقعة الآية ٢٩ (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) الطلح هو فاكهة الموز.

كلمة منضود تعني المتراكم أو المتتابع أو المنسق بشكل متراص، وتُستخدم للإشارة إلى الأشياء التي تكون مرتبة بعضها بجوار بعض أو متتابعة في السقوط.

 

وردت كلمة يُوزَعُونَ في سورتين مرة في سورة النمل الآية ١٧ {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} والآية ٨٣ {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ}، وفى سورة فصلت الآية ١٩ {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} ومعناها من الإذعان أي الخضوع والانصياع والانسياق.

ومنها كلمة أَوْزِعْنِي بمعني ألهمني ووفقني وإجعلني خاضعا ممتثلا كما جاءت في سورة النمل الآية ١٩ {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} وفى سورة الأحقاف الآية ١٥ {قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}

 

 

الأحد، 25 مايو 2025

كلمات إختصت بها سور ٨

 

ورد في سورة الأنبياء الأية ٩١ {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} النفخ هو تلك الألية التي يضخ فيها الهواء من مكان لمكان، كما جاء في سورة الأنعام الآية ٧٣ ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) وفي سورة الكهف الآية ٩٦ (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا) والآية ٩٩ من سورة الكهف (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا).

وقد جاءت بمعني وهب الحياة والخلق كما وردت في سورة آل عمران الآية ٤٩ (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ) وفي سورة المائدة الآية ١١٠ (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي) ولعل ما يؤكد معني الخلق هو قول الله تعالي في سورة السجدة الآية ٩ (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ)

وبالعودة لسورة الأنبياء الآية ٩١ فقد تكرر نفس المعني في سورة التحريم الآية ١٢ (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا)، والمعنى هنا أي أمر الله جبريل أن يطلق بالنفخ كلمته وأمره وهي كلمة كن فكان الحمل،

كما ورد في سورة النساء الآية ١٧١ (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ)

لأن إرادة الله لا تحتاج الي مسبب ولكنها تحتاج لسبب وفعل.

 

 ورد في سورة مريم الآية ٥٠ {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} السان هو عضو الكلام وهو أيضاً اللغة واللهجة كما جاء في سورة الشعراء الآية ١٩٥ {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} أي بلغة عربية واضحة المعنى والدلالة، ولكنة في سياق الآية يأتي بمعنى ثناء حسنا رفيعا في كل الأديان، وقد تكرر هذا المعنى في سورة الشعراء الآية ٨٤ {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}.

 

ورد في سورة الإسراء الآية ١٣ {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} وردت كلمة طائرة بمعاني عدة فكانت في هذه الآية بمعنى ما عمله من خير أو شر، كما وردت بمعنى آخر كما في سورة النمل ٤٧ {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} ومعناها أي تشاءمنا بك وبمن معك، كما وردت بنفس المعني في سورة يس آية ١٩ {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ}، وجاءت بصيغة الفعل بنفس المعني في سورة يس آية ١٨ {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} بمعنى تشاءمنا.

 

ورد في سورة النحل الآية ٩ {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} جائر في اللغة هو الظالم الباغ المستبد ولكنها هنا بمعنى وعلى الله قصد السبيل أي بيان الطريق المستقيم لهدايتكم، ومن الطرق ما هو جائر أي مائل لا يوصل إلى الهداية.

 

 ورد في سورة يوسف الآية ٦٦ {إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} وأحاط بكم أي إن لم يبق لكم حول ولا قوة أي تموتوا، وردت كلمة يحاط بعدة معاني واصلها هو الإحاطة والحصار والتطويق كما جاءت في سورة الإسراء آية ٦٠ {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} وأحاط هنا بمعنى اطلع علماً وقدرة، وفى سورة الكهف الآية ٢٩ {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} وهنا بمعنى تطوقهم وتحيط بهم، ثم وردت في سورة الكهف الآية ٤٢ {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ} وأحيط بثمره أي وأهلكت أشجاره المثمرة، وتكررت في الآية ٩١ من نفس السورة {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} أي قد أحطنا علما بما معه من الجند والعتاد.

 

ورد في سورة هود الآية ١٠٠ {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} حصد بمعنى قطف وجنى ولكن مجمل معنى الآية أي ومن تلك القرى ما له آثار باقية قائمة مازالت تشاهد، وحصيد أي محيت آثارها فلم يبق منها شيء.

 

ورد في سورة يونس الآية ٢ {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} قدم صدق أي سابقة فضل أو أعمالا صالحة قدموها.

 

ورد في سورة الأعراف الآية ١٨٠ {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} كلمة يلحدون تعني يكفرون ويطعنون في صحتها ولكن المعنى في سياق الآية من يغيرون في أسمائه بالزيادة أو النقصان أو التحريف كأن يسمى بها من لا يستحقها كما عدل المشركين أسماء الله عما هي عليه فسموا بها أوثانهم واشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان.

 

ورد في سورة البقرة الآية ٢٤٩ {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} فصل في اللغة أي عزل وأبعد وبتطبيق هذا المفهوم على سياق الآية فلما فصل طالوت أي خرج منفصلاً عن بيت المقدس بجنوده ولم يتخلف منهم أحد.

ولقد تكررت بصيغة فصلت في سورة يوسف آية ٩٤ {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} ومعناها هنا أي خرجت القافلة من أرض مصر قال يعقوب لمن حضره إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون أي تسفهوني وتسخروا مني.

 

ورد في سورة البقرة الآية ٢٤٣ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} ألم تر عبارة تستخدم للحث على النظر والتعجب والاعتبار والتأمل في شأن من يتحدث عنهم، الذين فروا من أرضهم ومنازلهم وهم ألوف كثيرة وهم قوم من بني إسرائيل خرجوا من بلدتهم هاربين من الطاعون حتى نزلوا واديا فأماتهم الله جميعا فذلك قوله حذر الموت أي خوفا من الموت فقال لهم اللَّه موتوا ثم أحياهم بمعني مقتهم الله على فرارهم من الموت فأماتهم عقوبةً لهم ثم بعثهم ليستوفوا بقية آجالهم، هذا ما تم تفسيره من قبل لأوائل وتم فهم كلمة ألوف علي أنها جمع ألاف وهي تقبل معني لغوياً آخر ولم يتدبروا كلمات الله في سورة الأنفال آية ٦٣ {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} وألف أي وجمع ووفق وتعود على المحبة فلو طبقنا مفهوم كلمة ألف لظهر لنا معنى جديد للآية الكريمة بأن هذه الجماعة التي خرجت كانت علي قلب رجل واحد ولم يكن هناك خلاف بينها في شأن الخروج.