ورد في سورة الأنبياء الأية ٩١ {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} النفخ هو تلك الألية التي يضخ فيها الهواء من مكان لمكان، كما جاء في سورة الأنعام الآية ٧٣ ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) وفي سورة الكهف الآية ٩٦ (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا) والآية ٩٩ من سورة الكهف (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا).
وقد جاءت بمعني وهب الحياة والخلق كما وردت في سورة آل عمران الآية ٤٩ (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ) وفي سورة المائدة الآية ١١٠ (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي) ولعل ما يؤكد معني الخلق هو قول الله تعالي في سورة السجدة الآية ٩ (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ)
وبالعودة لسورة الأنبياء الآية ٩١ فقد تكرر نفس المعني في سورة التحريم الآية ١٢ (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا)، والمعنى هنا أي أمر الله جبريل أن يطلق بالنفخ كلمته وأمره وهي كلمة كن فكان الحمل،
كما ورد في سورة النساء الآية ١٧١ (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ)
لأن إرادة الله لا تحتاج الي مسبب ولكنها تحتاج لسبب وفعل.
ورد في سورة مريم الآية ٥٠ {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} السان هو عضو الكلام وهو أيضاً اللغة واللهجة كما جاء في سورة الشعراء الآية ١٩٥ {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} أي بلغة عربية واضحة المعنى والدلالة، ولكنة في سياق الآية يأتي بمعنى ثناء حسنا رفيعا في كل الأديان، وقد تكرر هذا المعنى في سورة الشعراء الآية ٨٤ {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}.
ورد في سورة الإسراء الآية ١٣ {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} وردت كلمة طائرة بمعاني عدة فكانت في هذه الآية بمعنى ما عمله من خير أو شر، كما وردت بمعنى آخر كما في سورة النمل ٤٧ {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} ومعناها أي تشاءمنا بك وبمن معك، كما وردت بنفس المعني في سورة يس آية ١٩ {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ}، وجاءت بصيغة الفعل بنفس المعني في سورة يس آية ١٨ {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} بمعنى تشاءمنا.
ورد في سورة النحل الآية ٩ {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} جائر في اللغة هو الظالم الباغ المستبد ولكنها هنا بمعنى وعلى الله قصد السبيل أي بيان الطريق المستقيم لهدايتكم، ومن الطرق ما هو جائر أي مائل لا يوصل إلى الهداية.
ورد في سورة يوسف الآية ٦٦ {إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} وأحاط بكم أي إن لم يبق لكم حول ولا قوة أي تموتوا، وردت كلمة يحاط بعدة معاني واصلها هو الإحاطة والحصار والتطويق كما جاءت في سورة الإسراء آية ٦٠ {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} وأحاط هنا بمعنى اطلع علماً وقدرة، وفى سورة الكهف الآية ٢٩ {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} وهنا بمعنى تطوقهم وتحيط بهم، ثم وردت في سورة الكهف الآية ٤٢ {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ} وأحيط بثمره أي وأهلكت أشجاره المثمرة، وتكررت في الآية ٩١ من نفس السورة {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} أي قد أحطنا علما بما معه من الجند والعتاد.
ورد في سورة هود الآية ١٠٠ {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} حصد بمعنى قطف وجنى ولكن مجمل معنى الآية أي ومن تلك القرى ما له آثار باقية قائمة مازالت تشاهد، وحصيد أي محيت آثارها فلم يبق منها شيء.
ورد في سورة يونس الآية ٢ {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} قدم صدق أي سابقة فضل أو أعمالا صالحة قدموها.
ورد في سورة الأعراف الآية ١٨٠ {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} كلمة يلحدون تعني يكفرون ويطعنون في صحتها ولكن المعنى في سياق الآية من يغيرون في أسمائه بالزيادة أو النقصان أو التحريف كأن يسمى بها من لا يستحقها كما عدل المشركين أسماء الله عما هي عليه فسموا بها أوثانهم واشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
ورد في سورة البقرة الآية ٢٤٩ {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} فصل في اللغة أي عزل وأبعد وبتطبيق هذا المفهوم على سياق الآية فلما فصل طالوت أي خرج منفصلاً عن بيت المقدس بجنوده ولم يتخلف منهم أحد.
ولقد تكررت بصيغة فصلت في سورة يوسف آية ٩٤ {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} ومعناها هنا أي خرجت القافلة من أرض مصر قال يعقوب لمن حضره إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون أي تسفهوني وتسخروا مني.
ورد في سورة البقرة الآية ٢٤٣ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} ألم تر عبارة تستخدم للحث على النظر والتعجب والاعتبار والتأمل في شأن من يتحدث عنهم، الذين فروا من أرضهم ومنازلهم وهم ألوف كثيرة وهم قوم من بني إسرائيل خرجوا من بلدتهم هاربين من الطاعون حتى نزلوا واديا فأماتهم الله جميعا فذلك قوله حذر الموت أي خوفا من الموت فقال لهم اللَّه موتوا ثم أحياهم بمعني مقتهم الله على فرارهم من الموت فأماتهم عقوبةً لهم ثم بعثهم ليستوفوا بقية آجالهم، هذا ما تم تفسيره من قبل لأوائل وتم فهم كلمة ألوف علي أنها جمع ألاف وهي تقبل معني لغوياً آخر ولم يتدبروا كلمات الله في سورة الأنفال آية ٦٣ {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} وألف أي وجمع ووفق وتعود على المحبة فلو طبقنا مفهوم كلمة ألف لظهر لنا معنى جديد للآية الكريمة بأن هذه الجماعة التي خرجت كانت علي قلب رجل واحد ولم يكن هناك خلاف بينها في شأن الخروج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق