الخميس، 29 مايو 2025

كلمات اختصت بها سور ١١

 

وردت كلمة أُمَّةً في العديد من الآيات فهي وصف لأقوام تجمعها روابط مشتركة مثل الدين والتاريخ والثقافة  والأرض، فكما جاء في سورة البقرة الآية ١٢٨ {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} والآية ١٤٣  {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} والآية ٢١٣ {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} وكما جاء في سورة المائدة الآية ٤٨ {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} وفي سورة يونس الآية ١٩ {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} وسورة هود الآية ١١٨ {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} وفي سورة النحل الآية ٩٣ {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}

ولقد وردت بمعني وقت محدد كما جاء في سورة هود الآية ٨ (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) وفي سورة يوسف الآية ٤٥ (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)

ووردت أيضا بمعنى طريقة ومذهب كما جاء في سورة الزخرف الآية ٢٢ (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ) والآية ٢٣ (قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)

أما في سورة النحل فجاءت في وصف سيدنا إبراهيم في الآية ١٢٠ {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} بمعني إن إبراهيم كان أمة أي إماما في الخير وكان قانتا أي طائعا خاشعا لله حنيفا أي لا يميل عن الدين الحق موحدا لله غير مشرك به.

 

وردت كلمة الْغَاوِينَ في العديد من الآيات ففي سورة الأعراف الآية ١٧٥ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} بمعنى وأقصص أيها الرسول على أمتك خبر رجل من بني إسرائيل أعطيناه حججنا وأدلتنا فتعلمها ثم فانسلخ أي كفر بها ونبذها وراء ظهره فاستحوذ عليه الشيطان فصار من الغاوين أي من الضالين الهالكين، وفى سورة الحجر الآية ٤٢ {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}، وفي سورة الشعراء الآية ٩١ {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} بمعنى أي وأُظهرت النار للغاوين أي الذين غووا وضلوا عن الهدى، وفي سورة الصافات الآية ٣٢ {فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} بمعنى فأغويناكم وأغريناكم لنميز الظالمين، غاوين أي مغوين ومختبرين.

 

وردت كلمة الْغَابِرِينَ في العديد من الآيات وتم تفسيرها بناء على موقعها من الآية ففي سورة الأعراف الآية ٨٣ {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} بمعنى الهالكين الباقين في العذاب، وفى سورة الحجر الآية ٦٠ {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}، وفي سورة الشعراء الآية ١٧١ {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ}، وفى سورة النمل الآية ٥٧ {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ}، ووردت في سورة العنكبوت مرتين في الآية ٣٢ {لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} والآية ٣٣ {إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} بمعنى هالكة فيمن يهلكون، وفى سورة الصافات الآية ١٣٥ {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} .

وكلمة الغابرين في اللعة معناها السابقين البائدين المندثرين الفانين الزائلين.

 

وردت كلمة الْأَسْبَاطِ في العديد من الآيات والأسباط في اللغة هم الأحفاد ويقصد بهم في القران أحفاد سيدنا يعقوب  الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة كما ورد في سورة البقرة الآية ١٣٦ {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} والآية ١٤٠ {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} وفي سورة آل عمران الآية ٨٤ {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} وفي سورة الأنبياء الآية ١٦٣  {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} وسورة الأعراف الآية ١٦٠ {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا}

 

تمر علينا آيات في القران الكريم نقرأها مراراً ولكن لا نتدبر معناها ولو تدبرناها ولما ترمز إلية لاكتشفت أموراً ومعاني غائبة عنك وليتأكد لك أن هذا الكتاب من قول خالق عليم يعلم ما كان وسيكون.

كلمة بث لها معاني متعددة  تعتمد على سياق الآية فكما جاء في سورة البقرة الآية ١٦٤ {فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} وبث هنا بمعنى نشر وأحدث وأوجد وكما جاء في سورة النساء الآية ١ {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}، وسورة لقمان الآية ١٠ {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}، وسورة الشورى الآية ٢٩ {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ}، وكما جاء في سورة الواقعة الآية ٦ {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} أيضاً بمعنى أي منتشرا متفرقاً.

ووردت بصيغة {بثي} في سورة يوسف الآية ٨٦  {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي} البث هو أشد الحزن الذي يصبر عليه صاحبه والحزن أشد الهم.

ووردت بصيغة {لبث} في سورة العنكبوت الآية ١٤ {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} بمعن مكث وأقام، وكما جاء في سورة الصافات الآية ١٤٤ {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}

أما في سورة الجاثية الآية ٤ {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} فوردت بصيغة المضارع المستمر وليس بصيغة الماضي {بث} كما جاء في الآيات السابقة أي أن البث والانتشار ما زال مستمر فما دلالة ذلك عصرنا الحالي؟

فبتقدم العلوم أصبح من الممكن استحداث سلالات جديدة عن طريق علم الهندسة الوراثية وهو ليس خلق ولكن تهجين أو تخصيب كما حدث مع النعجة دولي المعرفة علمياً، ومن هنا يكون للآية معنى آخر يبين قدرة الخالق في نشر حيوانات جديدة على الأرض وليتبين لك دقة وإعجاز كلمات هذا القران وتوافقها مع كل زمان ومكان.

 

ورد في سورة الشورى الآية ٢٧ {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} وبيانها أي ولو بسط الله الرزق لعباده فوسعه عليهم لبغوا أي لطغوا وتجبروا وليطغى بعضهم على بعض ولكن الله ينزل أرزاقهم بقدر ما يشاء لكفايتهم إنه بعباده خبير بما يصلحهم وهو سبحانه بصير مطلع على أحوالهم.

 

ورد في سورة الإسراء الآية ٢٩ {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا} وبيانها ألا تجعل يدك مغلولة أي مقيدة كناية عن البخل إلى عنقك أي لا تمسكها عن الإنفاق كل الإِمساك حتى كأنها مقبوضة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط المراد لا تبسط يدك بالعطاء والإنفاق فتنفق فوق طاقتك فتقعد تلوم نفسك محسورا أي نادما على تبذيرك وضياع مالك.

 

ورد في سورة الأنفال الآية ٢٥ {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وبيانها واحذروا أيها المؤمنون اختبارا ومحنة يصاب بها المسيء وغيره ولا يخص بها أهل المعاصي فقط بل تصيب الصالحين معهم، فقد حذرت الآية بكل وضوح أفراد المجتمع بأن الظلم بكل أشكاله وأنواعه إذا ظهر بينهم ولم يتحركوا لردعة فإن العقوبة تشملهم جميعاً ويكون مقصد الآية التحذير من فتنة تتعدى الظالم فتصيب الجميع.

 

ورد في سورة الأنعام الآية ١٢١ {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} وبيانها إن الشياطين ليوحون أي يلقون بالشبهات حول تحريم أكل الميتة من منطلق إنكم تأكلون الميتة التي تصطانوها بواسطة الحيوانات التي تدربونها علي الصيد فلما لا تأكلون الميتة، وإن أطعتموهم أيها المسلمون في تحليل الميتة فأنتم وهم في الشرك سواء.

ليست هناك تعليقات: