ورد في سورة الجن الآية ٩ (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ
مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا
رَصَدًا)
وقد فسرت هذه الآية على أن الجن كانت تستمع لأحاديث
السماء وتعرف الغيب وما يلقيه الله لملائكته وهذا ضرب من الخيال لأن الله لا يطلع
أحد من خلقة على الغيب وهو ما تم ذكره في نفس السورة في الآية ٢٦
(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ
اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)
لم تتحد الكيفية التي تم فيها الاستماع هل
بالمجالسة والحضور، مع مراعاة أن طبيعة الجن التي خلقت من نار لا يمكنها أن تجتمع
مع ما خلق من طين.
وهنا يطرح سؤال ما هو الصوت والإجابة هو
اهتزازات تتولد من الحنجرة ينقلها الهواء الي مستقبل وهو الأذن في الإنسان وهذه
الاهتزازات والترددات تنتقل من خلال وسط مادي كالهواء بسرعة ٣٠٠ كم في الثانية وتتناقص
درجة الإسماع ولكنها لا تفني وتستمر في التردد والاهتزاز، أما في الفراغ الذي لا
يحتوي علي هواء فإنها تنتقل إلي ما لا نهاية ولكن لا تسمع بالأذن البشرية وهذا ما
أثبته العلم الحديث، ومعني ذلك بصورة مبسطة أن جميع الأصوات من بدأ الخلق ما زالت موجودة
ولكن لا تستطيع آذاننا استماعها، وعندما تصل هذه الاهتزازات إلي الفراغ فإنها تتخذ
مدار ثابت لها إلا ما شاء الله وكما جاء في سورة ق الآية ١٨
وبالعودة لبداية سورة الجن فإن الجن التي استمعت
لكلام الرسول كانت من استراقهم السمع من السماء وليس من مجالسة الرسول والله أعلم.