الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ

هناك من يتشدق بمقولة {حافظ موش فاهم} ويعيب بها الآخر فهل سألت نفسك هذا السؤال بالنسبة لعقيدتك ودينك هل أنا حافظ منساق أم أن التفكر والتدبر والتمعن في الدين خط أحمر وغير مسموح الخوض فيه ألم يطالبنا الخالق بذلك في آيات كثيرة كما جاء في سورة النساء الآية ٨٢ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}  وفي سورة محمد الآية ٢٤ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وورد التدبر بصيغ مختلفة كما جاء في سورة الأنعام الآية ٩٧ {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وفي سورة التوبة الآية ١٢٧ {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} وفي سورة يونس الآية ٢٤ {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} يونس ٣٩ {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} بمعنى بل سارعوا إلى تكذيب القرآن أول ما سمعوه وقبل أن يتدبروا آياته ويحيطوا بعلمه، وكما جاءت في سورة الروم الآية ٥٠ {فَانْظُرْ إِلَى} بمعني فانظر نظرة تأمل وتدبر وتفكر، وفي سورة الصافات الآية ١٥٦ {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.

قراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات عصرك.

الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ

وردت جملة الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ في سورتين وقد فسرها الأوائل على أنها الفلك أو السفن التي تجرى وتسير في البحر، وإذا تمعنا في الآية ٣٢ من سورة الشورى {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} أي السفن التي تجرى في البحر كالأعلام أي ما يهتدى به كالراية وكالجبال في عظمتها، ثم تكررت في سورة الرحمن الآية ٢٤ {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} وإذا تدبرنا الآيات الكريمة لغوياً ومن آياته تعنى معجزة أو شيء جلل وعظيم وليس مركب تسير في البحر، وله الجوار تعنى ملكيته سبحانه وتعالى لهذه السفن، الجوار المنشأت في البحر يخالف الواقع لان هذه السفن تصنع وتنشأ على اليابسة وليس في البحر.

وكلمة الجارية معناها كل ما يجري ويتحرك ويدور، ومنها جاء وصف الخادمة أو المملوكة بالجارية لأنها تتحرك وتدور في خدمة مالكها

أما كلمة الفلك فهي كناية عن السفن كما وردت ٢٣ مرة  (في سورة البقرة الآية ١٦٤ وفي سورة الأعراف الآية ٦٤ وفي سورة يونس الآية ٢٢ والآية ٧٣  وفي سورة هود الآية ٣٧ والآية ٣٨  وفي سورة إبراهيم الآية ٣٢ وفي سورة النحل الآية ١٤  وفي سورة الإسراء الآية ٦٦ وفي سورة الحج الآية ٦٥  وفي سورة المؤمنون الآية ٢٢ والآية ٢٧ والآية ٢٨  وفي سورة الشعراء الآية ١١٩ وفي سورة العنكبوت الآية ٦٥  وفي سورة الروم الآية ٤٦ وفي سورة لقمان الآية ٣١  وفي سورة فاطر الآية ١٢ وفي سورة يس الآية ٤١  وفي سورة الصافات الآية ١٤٠  وفي سورة غافر الآية ٨٠  وفي سورة الزخرف الآية ١٢  وفي سورة الجاثية الآية ١٢ ).

كما وردت كلمة الجارية كناية ووصف للفلك التي تجري وتتحرك علي سطح الماء كما جاء في سورة الحاقه الآية ١١ (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ).

مما سبق فهناك فرق بين الفلك والجاريات، وإذا تدبرنا الآيات من منظور ومعطيات العلم ومداركنا فلماذا لا يكون المقصود هو الظاهرة الطبيعية المسماة بالأعاصير وهي متحركة في حركة لولبية وتنشأ وتتكون علي سطح البحر فقط بفعل تيارات الهواء ولها قدرة تدميرية هائلة وتعد ومن آيات الله وقدرته، ولها شكل مخروطي قاعدته في السماء ويطلق عليه عين الإعصار ويختلف كل إعصار عن أخر في شكل مخروطة وهيئته وقوته، من مثل هذه الآيات يتبين لك انه الحق من لدن خبير عليم، وأنه كلما قرأت القران بتدبر وتفكر تظهر لك أمور ربما كانت غائبة عن ذهنك وعن إدراك من سبقوك.


أزواجا

أصل الكلمة هو زوج بمعنى قرين أو اثنين كما جاء في سورة الزخرف الآية ١٢ {وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا}، وتأتى بلفظ زواج أي اقتران وتزاوج ونكاح وتأتى بلفظ أزواجا بمعني أصنافا وأمثالا كما جاء في سورة الشورى الآية ١١ {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا}، وتأتى بلفظ زوجناهم بمعنى أقرناهم وجمعنا بينهم، ويزوجهم بمعنى يقرنهم أو يرزقهم ويعطي لمن يشاء الذكر والأنثى كما جاء في سورة الشورى الآية ٥٠ {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}، وأزواجكم بمعنى قرناؤكم أو بعولتكم أو أمثالكم   كما جاء في سورة الزخرف الآية ٧٠ {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ}.

الاثنين، 11 نوفمبر 2024

عَمِينَ

 أصل الكلمة عمي وهو عدم الإبصار أو كفيف لا يرى كما ورد في سورة البقرة الآية ١٨ {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} والآية ١٧١ {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}، وفى سورة الأنعام الآية ١٠٤ {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا}، وفى سورة يونس الآية ٤٣ {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ}، وفى سورة الإسراء الآية ٩٧ {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا}، وفى سورة الفرقان الآية ٧٣ {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}، وفى سورة النمل الآية ٨١ {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ}، وفى سورة الروم الآية ٥٣ {وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ}، وفى سورة الزخرف الآية ٤٠ {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

وردت بصيغة عَمِينَ في سورة الأعراف الآية ٦٤ {فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ} والمعني عمين أي إنهم كانوا عمي القلوب وعن رؤية الحق.

ووردت بصيغة عميت كما جاء في سورة هود الآية ٢٨ {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ}، وسورة القصص الآية ٦٦ {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ} بمعنى أي خفيت والتبست عليكم.

ووردت بصيغة الْعَمَى كما جاء في سورة فصلت الآية ١٧ {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} بمعنى الجهل و الضلال.

ووردت بصيغة عَمًى كما جاء في سورة فصلت الآية ٤٤ {وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} بمعنى جهالة أي فلا يهتدون به.

الأحد، 10 نوفمبر 2024

عذاب القبر

لكل من يروج لذلك فهو كاذب ولا يعلم الغيب لأنه لو تفكر في كلام ربنا الذى عرف لنا الموت بالنوم كما جاء في سورة الزمر الآية ٤٢ {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فمعنى ذلك أن النوم مرحلة أولية من الموت، ثم يأتي من بعد الموت بعث وحياة لمرحلة ما قبل الموت كما جاء في سورة يس الآية ٥٢ {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} معنى ذلك أن زمن ومرحلة الموت ليس لها وجود بالنسبة للميت، ولقد ضرب الله لنا مثلاً على ذلك كما جاء في سورة البقرة الآية ٢٥٩ {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ} كان عزير رجلا صالحا حافظا للتوراة، فبينما كان ماشياً على حماره مر على قرية خاوية ليس فيها بشر فوقف متعجبا وقال ﴿أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ فأماته الله مئة عام، وعندما بعثه الله لم يستطع تحديد زمن وفترة موتة، وحدث ذلك أيضاً مع فتية الكهف في الآية ١٩ من سورة الكهف {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ}.

وتأتى سورة المؤمنون لتحسم هذه المسألة في الآية ١١٣ {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ} هذا قول المبعوثين يوم القيامة والله أعلم.

لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ

وردت في سورة غافر الآية ٥٧ {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} من يتأمل الكون ونظامه الدقيق وما يحتويه من عدد لا متناهي من الأجرام السماوية وأنه في توسع وامتداد مستمر لا متناهي ويتم قياسه لأدرك معنى هذه الآية ولكن معظم الناس لا يتصورون ذلك ويدركونه.

الجمعة، 8 نوفمبر 2024

صِنْوَانٌ

اختصت سورة الرعد بكلمة {صِنْوَانٌ} في الآية ٤ {وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} الصنوان من النخل وهو المتفرع من أصل ومنبت واحد.


 

الخميس، 7 نوفمبر 2024

هل الجنة مثلما وصفها ربنا

حيث أن الإسلام نزل في جزيرة العرب على أمة ذكورية كانت تعيش في جاهلية مطبقة في سلوكهم وعاداتهم وشرعهم وكانوا أقرب للهمجية وإن كان الله حباهم ببلاغة مفرطة بحكم الطبيعة البدوية القاسية، فكان من اللازم مخاطبتهم بأسلوب غرائزي يدركونه ويعيشونه، وليبسط لهم مفهوم الثواب والعقاب بمفهوم يدركونه على قدر عقولهم فبسط لهم ثوابه وجزاءه في الآخرة بما يعرفونه ويستلذون به في الدنيا من متعها، ليس معني كلامي أنني أنكر أو أشكك في ثواب وعقاب الآخرة ولكني أراه من زاوية أخرى قالها نبينا في حديثه عن الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ولتأكيد ما أقصد ما موقع النساء وأولي الإربة من الرجال من هذه المتع؟

وهل الآخرة هي مثل ما وصفها لنا ربنا بمفهومنا ليقربها لنا وكما ورد في سورة محمد الآية ٦ {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} وتكررت في نفس السورة في الآية ١٥ {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}، ولنعمل لها أم أنه سبحانه خاطبنا على قدر عقولنا فضرب لنا المثل من حياتنا التي تدركها عقولنا فنحن نأكل لتستمر حياتنا ونتزاوج لنتكاثر وجعل مقابل ذلك شهوة ليستمر وجودنا، ونحن في الآخرة خالدون لا نحتاج للغذاء أو التكاثر، وكما يحدث في أطوار حياتنا البشرية فقد تكون لنا متع وميول قد تختفي وتتغير في فترات أخري، فأظن أن هذا هو المغزى والتشبيه ولن تدرك عقولنا ماهية الثواب والعقاب وخاصة انه سبحانه أخبرنا على لسان رسوله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

الأربعاء، 6 نوفمبر 2024

وَرَبُّ الْمَشَارِقِ

وردت جملة وَرَبُّ الْمَشَارِقِ في سورتين الأولى في سورة الصافات الآية ٥ {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} والمقصود برب المشارق أن الشمس تشرق من جه الشرق إلا أن موضع شروقها يتغير فموقع شروق الشمس في الصيف يكون للشمال الشرقي وأما في الشتاء فيكون للجنوب الشرقي ويتراوح بين ذلك خلال العام وبالتالي نحصل على أكثر من موقع للشروق على مدار العام كناية عن مرور الزمن وهو البعد الرابع لنا كبشر، أما في سورة المعارج الآية ٤٠ {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} المشارق جمع مشرق وحيث أن الشمس تشرق من جهة الشرق ولكن بدرجات متغيرة بسبب ميل الأرض عن محور دورانها بمقدار ٢٣.٥ درجه مما يسبب الفصول الأربعة وبالتالي فيقابل هذا الشروق المتغير درجات متقابلة من الغروب.

من مثل هذه الآيات يتضح صحة كلمات القران ودقتها وتطابقها مع معطيات العصر ومعارفه.

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

كَالْعُرْجُونِ

اختصت سورة يس بكلمة {كَالْعُرْجُونِ} في الآية ٣٩ {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} بمعنى والقمر قدرناه منازل كل ليلة يبدأ هلالا ضئيلا حتى يكمل قمرا مستديرا ثم يرجع ضئيلا مثل شكل العرجون وهو السباطة الصفراء التي تحمل ثمار النخل الذي يوشك على الفناء حتى يتقوس من حمل الثمار ثم يعود كما بدأ.



 

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم

 كان الأولين يعتقدون أن الأرض ثابتة وتدور حولها الشمس ولكن العلم الحديث أثبت أن الأرض تدور حول نفسها أمام الشمس دورة كاملة كل ٢٤ ساعة محدثة الليل والنهار وتدور حول الشمس دورة كاملة كل ٣٦٥ محدثة الفصول الأربعة، والأرض ومجموعة من الكواكب يدورون حول الشمس فيما يسمي بالمجموعة الشمسية وتتواجد المجموعة الشمسية مع مجموعات شمسيه أخري فيما يسمي مجرة درب التبانة وكل هذه المجموعات والمجرات تسبح في مجال الكون لمستقر ونهاية لا يعلمها إلا الله الخالق ذلك تقدير وتدبير العزيز العليم.

الأحد، 3 نوفمبر 2024

الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا

وردت في سورة الأنعام الآية ١٥٩ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} بمعنى أي شتتوا وقسموا، شيعا أي فرقا وأحزابا، لست منهم في شيء أي أنك أيها الرسول بريء منهم إنما شأنهم وحكمهم إلى الله ثم يخبرهم بأعمالهم، وفى سورة الروم الآية ٣٢ {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} بمعنى أي بدلوا دينهم وغيروه فأخذوا بعضه وتركوا بعضه تبعا لأهوائهم فصاروا شيعا أي فرقا وأحزابا يتشيعون أي ينحازون لأحزابهم وآرائهم وكل حزب بما لديهم فرحون يظنون بأنهم على الحق وغيرهم على الباطل، وهذا هو حال المسلمين اليوم سنة وشيعة، سلفيين وإخوان، وغيرها من المذاهب والطرق والمصيبة تكفر كل طائفة الأخرى وتراها بعيدة عن صحيح الدين، وهذا هو سبب ضعف وهوان أمة الإسلام.

وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ

اختصت سورة سبأ بجملة {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} في الآية ١١ {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} ومعنى سابغات أي دروعا من الحديد وكانت عبارة عن سرد أي حلقات تتشابك مع بعضها البعض، وقدر أي اجعلها بقدر وحساب في السرد أي حلقه الدروع فلا تجعلها صغيرة فتكون ضعيفة ولا تجعل الحلقات كبيرة فتثقل على لابسها.


 

 

السبت، 2 نوفمبر 2024

أَوَلَمْ يَرَوْا

 أَوَلَمْ يَرَوْا هي عبارة وردت في العديد من سور القران

وردت في سورة الرعد الآية ٤١ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} بمعنى أو لم يبصروا، وفى سورة النحل الآية ٤٨ {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} بمعنى الحث على التفكر والتدبر، وفى سورة الإسراء الآية ٩٩ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} وفى سورة الشعراء الآية ٧ {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} وفى سورة العنكبوت الآية ١٩ {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} وتكررت في نفس السورة الآية ٦٧ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} بمعنى أو لم يشاهد كفار مكة، وفي سورة الروم الآية ٣٧ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} وفى سورة السجدة الآية ٢٧ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} وفى سورة يس الآية ٧١ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} وفى سورة قصلت الآية ١٥ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} وفى سورة الأحقاف الآية ٣٣ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وفى سورة الملك الآية ١٩ { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ}.

من هنا كان التدبر والتفكر في الدين مطلوب ولقد حثنا الله علي التدبر والتفكر والنظر في العديد من الآيات منها على سبيل المثال كما جاء في سورة النساء الآية ٨٢ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} وفي سورة محمد الآية ٢٤ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}

وورد التدبر بصيغ مختلفة كما جاء في سورة الأنعام الآية ٩٧ {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وفي سورة التوبة الآية ١٢٧ {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} وفي سورة يونس الآية ٢٤ {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وكما جاءت في سورة الروم الآية ٥٠ {فَانْظُرْ إِلَى} بمعني فانظر نظرة تأمل وتدبر وتفكر، وفي سورة الصافات الآية ١٥٦ {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}،

وفي سورة العنكبوت الآية ١٩ {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} أولم يروا عبارة للحث على التفكر والرؤية هي رؤية العلم الذي كرؤية البصر فنحن لا نري الهواء ولكن ندركه والعاقل يعلم أن البدء من الله لأن الخلق الأول لا يكون من مخلوق وفي الآية التالية في سورة العنكبوت تأكيد على هذا المعني الآية ٢٠ {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} هذه الآية هي حث وطلب من الله لخلقة في البحث والتقصي.

والتدبر والتأمل نوعان حسي وآخر غيبي:

فالحسي هو كل ما تدركه الحواس وتلمسه وبه نشأت العلوم فلو لم يدرك نيوتن سقوط التفاحة لما خلص لقوانين الجاذبية وغيرة من الأمثلة الكثير.

أما التدبر الغيبي فهو خارج عن إدراك العقل البشري واستيعابه والخوض فيه ربما يؤدي للإلحاد أو الجنون إذا كان إيمانك واعتقادك ضعيف وكذلك درجة علمك فهل تستطيع أن تدرك مفهوم مالانهاية؟

ولقد اختار الله رسلة ممن يعملون عقولهم ويتفكروا كسيدنا إبراهيم لأنه استخدم عقلة وتأمله في الاستدلال علي الله وكذلك سيدنا محمد في تأمله في غار حراء قبل بعثته.

إذاً إعمال العقل والتدبر مطلوبان للتعرف على الخالق، فقراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات عصرك.

اليهود وما سيئول إلية حالهم

ورد ذكر اليهود وما سيئول إلية حالهم بسبب قتلهم الأنبياء وإفسادهم في الأرض في عدة سور:

فكما جاء في سورة الأحزاب الآية ٢٦{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} وأنزل الله يهود بني قريظة الذين ظاهروهم أي أيدوا الأحزاب والتكتلات ضد المسلمين وكانوا لهم عوناً في قتال المسلمين، من صياصيهم أي من حصونهم وألقى في قلوبهم الخوف فهزمتموهم فتقتلون منهم فريقا وتأسرون فريقا آخر، وفي الآية ٢٧{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}  تطئوها أي لم تتمكنوا مِن السير عليها من قبل.

وكما جاء في سورة الإسراء الآية ٤ {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} والآية ٥ {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} فإذا وقع منهم الإفساد الأول سلطنا عليهم عبادا لنا ذوي بأس أي قوة شديدة فجاسوا أي فطافوا بين ديارهم مفسدين وكان ذلك وعدا لا بد من وقوعه، وفي الآية ٦ {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} ثم رددنا أي أعدنا لكم يا بني إسرائيل الكرة أي الغلبة على أعدائكم وأكثرنا أرزاقكم وأولادكم وقويناكم وجعلناكم أكثر نفيرا أي أكثر عددا، وفي الآية ٧ {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} فإذا جاء وعد الآخرة أي فإذا حان موعد الإفساد الثاني سلطنا عليكم أعداءكم مرة أخرى ليسوءوا أي ليذلوكم ويخزوكم فتظهر آثار الإهانة والمذلة على وجوهكم وليدخلوا المسجد أي بيت المقدس كما دخلوه أول مرة ولِيتبروا أي وليدمروا كل ما علوا أي ما استولوا علية ووقع تحت أيديهم تتبيرا أي تدميرا كاملا، والآية ٨ {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} حصيرا أي سجنا محصورين فيه.

وكما جاء في سورة الحشر الآية ٢ {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ} من أهل الكتاب وهم يهود بني النضير وإخراجهم من مساكنهم التي جاوروا بها المسلمين حول المدينة، لأول الحشر وهذا أول إخراج لهم من جزيرة العرب إلى الشام، ما ظننتم أيها المسلمون أن يخرجوا من ديارهم بهذا الذل والهوان لشدة بأسهم وقوة منعتهم وظن اليهود أن حصونهم تدفع عنهم بأس الله ولا يقدر عليها أحد فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا أي خطر لهم ببال ولم يتوقعوا، وألقى في قلوبهم الخوف والفزع الشديد يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاتعظوا يا أصحاب البصائر السليمة والعقول الراجحة بما جرى لهم، والآية ٣ {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ} الجلاء أي الخروج من ديارهم، والآية ٤ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} شاقوا أي خالفوا.

هذا هو وصف ربنا لهم فيجب أن نتأكد جميعاً أن وعد الله عليهم لآت بلا شك.

الجمعة، 1 نوفمبر 2024

الحوت في القران

الحوت في اللعة يقصد منة الصغير والكبير من الأسماك، كما جاء فى سورة الأعراف الآية ١٦٣ {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} بمعنى فكانت حيتانهم أي الأسماك تأتيهم يوم السبت شرعا أي دانية ظاهرة على وجه البحر، وأما الكبير منها فهو الذي ابتلع سيدنا يونس كما جاء في سورة الصافات الآية ١٤٢ {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} فالتقمه أي فابتلعه الحوت، وفى سورة القلم الآية ٤٨ {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} بمعنى ولا تكن كصاحب الحوت وهو يونس في غضبه وعدم صبره على قومه حين نادى ربه وهو مكظوم أي مملوء غما وغيظاً طالبا تعجيل العذاب لهم.

وورد ذكر الحوت في سورة الكهف في الآية ٦٣ {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} وفى الآية السابقة ٦١ تم نسب الحوت إليهما {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} وقد تم تفسير الحوت هنا بانة كان وجبة طعامهما أي سمك مجهز للإطعام أي ميت وحين تجهيزه قفز في الماء ودبت فيه الحياة وذلك غير مذكور في الآية فلم يختص الله أحد بإحياء الموتى إلا سيدنا عيسى، ولو تتبعنا تسلسل الحدث فإنهما وصلا أولاً إلي مكانهم المنشود ونسيا الحوت فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا بمعنى سبح في طريقة وغادر المكان، وفى الآية التالية عندما ادركهما الجوع وطلبا متاعهما الذى يحتوى على غذائهما تذكرا أن الحوت غير موجود، ومن هنا يمكن بيان معنى آخر اشمل وأدق وهو أن الحوت كان وسيلة إيصالهم لهذا المكان وخاصة أن الله اختص سيدنا موسى بالعديد من الآيات والمعجزات فكما كان الحوت وسيلة نجاة لسيدنا يونس كان وسيلة انتقال لسيدنا موسى وذكر ذلك أو عدم ذكرة لا يؤثر على سياق الآية والأحداث والله اعلم.

فقراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات عصرك واعلم تماما أن الله سيحاسبك برحمته ومغفرته إذا أحسنت عبادته وحده.

كلمات في القرآن جامعة

وردت كلمة وَبِدَارًا في سورة النساء الآية ٦ {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا} بمعنى أي قبل أن يكبروا.

وردت كلمة لَيُبَطِّئَنَّ في سورة النساء الآية ٧٢ {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} بمعنى أي متأخراً متثاقلا.

وردت كلمة فأسقيناكموه في سورة الحجر الآية ٢٢ {فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} بمعنى أي جعلناكم تشربونه.

وردت كلمة أَنُلْزِمُكُمُوهَا في سورة هود الآية ٢٨ {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} بمعني أنجبركم ونلزمكم على قبولها.

وردت كلمة يُرِيكَهُمُ في سورة الأنفال الآية ٤٣ {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} بمعنى أطلعك وعرفك الله عليهم.

وردت كلمة فسيكفيكهم في سورة البقرة الآية ١٣٧ {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} بمعنى أي فسيكفيك الله أيها الرسول شرهم وينصرك عليهم.

وردت كلمة ادَّارَكَ في سورة النمل الآية ٦٦ {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ} بمعني أي تبين وأدرك، فأيقنوا بالدار الآخرة وقد كانوا في الدنيا في شك منها.

وردت كلمة رَدِفَ في سورة النمل الآية ٧٢ {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} بمعني أي قد اقترب لكم.

ووردت في سورة القصص خمس كلمات هي كالتالي:

كلمة تَذُودَانِ في الآية ٢٣ {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} تذودان أي منفردتين ولا تتدافعان مع الناس.

كلمة رِدْءًا في الآية ٣٤ {أَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} ردءا أي قوة وعون وتأييد.

كلمة ثَاوِيًا في الآية ٤٥ {وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} وما كنت ثاويا أي مقيما في أهل مدين تتلو أي تقرأ عليهم آياتنا والمراد أنك لم تبعث لأهل مدين ولكن كنا نحن من نرسل الرسل.

كلمة بَطِرَتْ في الآية ٥٨ {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} بطرت معيشتها المراد طغت وتمردت في حياتها وألهتهم معيشتهم عن الإيمان بالرسل.

كلمة فَعَمِيَتْ في الآية ٦٦ {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ} فعميت أي فخفيت والتبست عليهم الحجج والأعذار فلم يعلموا ما يعترضون به ولا يسأل بعضهم بعضا عما يعترضون به ويعتذرون.

وردت كلمة مُسْتَبْصِرِينَ في سورة العنكبوت الآية ٣٨ {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} وكانوا مستبصرين أي عندهم بصيرة وعلم ويحسبون أنهم على هدى وصواب.

وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ

 ورد في سورة لقمان الآية ٢٧ {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم} والمقصود منها أن لو أن أشجار الأرض كلها صنعت أقلاما للكتابة ومياه البحر كانت مداد أي حبراً لها يمده أي يزيده بسبعة أبحر أخرى وكتب بتلك الأقلام وذلك المداد كلمات الله من علمه وحكمه لم تنفد كلمات الله التي لا يحيط بها أحد إن الله عزيز في انتقامه حكيم في تدبير خلقه، وقد تكرر هذا المفهوم في سورة الكهف الآية ١٠٩ {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}.

الخميس، 31 أكتوبر 2024

هل الخلل في الإسلام

الإسلام كشريعة ودين بلا أدني شك هو من عند خالق عليم والدليل هو رسالته لخلقة المتمثلة في القران والذي لا يشوبه أي خلل أو تعارض ولعل كل ما تثبته العلوم والدراسات الحديثة اليوم وغداً من صحة ما جاء فيه في زمن لم يكن من السهل إدراك ذلك، ولو أنك قرأته بتدبر وتفكر لأدركت ما أقول.

إذاً العيب في المسلمين لفهمهم الخاطئ له وعدم إعمال عقولهم والتدبر في كل ما حولنا كما طلب منا ربنا ذلك وهناك العديد من الآيات التي تدعوا للتدبر والتفكر والبحث حتى في كيفية الخلق وهو شأن الخالق، ومع الأسف جمدوا أنفسهم وانقادوا وراء عقول جاهلة متزمتة متشددة وجعلوها نبراس ومرشداً لهم ويرفضون حتى فكرة التحرر منها ويعتبرونه خروج عن الدين.

والحل لذلك هو التحرر من هذه المفاهيم التي ترسخت في العقول وإعادة ترسيخ المفاهيم الصحيحة البعيدة عن كل هوي وفكر وأن الدين عقيدة وليس علم أو مذهب أو طريقة.

سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا

وأنا أقرأ في سورة النمل استوقفتنني الآية٩٣ والتي تجسد بمنتهي البلاغة إعجاز آيات القرآن والتي يكتشفها العلم منذ ١٤ قرن وحتى اليوم وغداً {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} والآية ٤٣ من سورة العنكبوت تؤكد هذا المفهوم {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}.

وقد ورد في سورة فصلت نفس المعنى في الآية ٥٣ {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} الآفاق هي جمع أفق وهي مجالات وأقطار السماوات وما يؤكد هذا المعنى  ما ورد في سورة غافر الآية ٥٧ {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} من يتأمل الكون ونظامه الدقيق وما يحتويه من عدد لا متناهي من الأجرام السماوية وأنه في توسع وامتداد مستمر لا متناهي ويتم قياسه لأدرك معنى هذه الآية ولكن معظم الناس لا يتصورون ذلك ويدركونه.

إذاً إعمال العقل والتدبر مطلوبان للتعرف على الخالق، فقراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات عصرك واعلم تماما أن الله سيحاسبك برحمته ومغفرته إذا أحسنت عبادته وحده.