حيث أن الإسلام نزل في جزيرة العرب على أمة ذكورية كانت تعيش في جاهلية مطبقة في سلوكهم وعاداتهم وشرعهم وكانوا أقرب للهمجية وإن كان الله حباهم ببلاغة مفرطة بحكم الطبيعة البدوية القاسية، فكان من اللازم مخاطبتهم بأسلوب غرائزي يدركونه ويعيشونه، وليبسط لهم مفهوم الثواب والعقاب بمفهوم يدركونه على قدر عقولهم فبسط لهم ثوابه وجزاءه في الآخرة بما يعرفونه ويستلذون به في الدنيا من متعها، ليس معني كلامي أنني أنكر أو أشكك في ثواب وعقاب الآخرة ولكني أراه من زاوية أخرى قالها نبينا في حديثه عن الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ولتأكيد ما أقصد ما موقع النساء وأولي الإربة من الرجال من هذه المتع؟
وهل الآخرة هي مثل ما وصفها لنا ربنا بمفهومنا ليقربها لنا وكما ورد في سورة محمد الآية ٦ {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} وتكررت في نفس السورة في الآية ١٥ {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}، ولنعمل لها أم أنه سبحانه خاطبنا على قدر عقولنا فضرب لنا المثل من حياتنا التي تدركها عقولنا فنحن نأكل لتستمر حياتنا ونتزاوج لنتكاثر وجعل مقابل ذلك شهوة ليستمر وجودنا، ونحن في الآخرة خالدون لا نحتاج للغذاء أو التكاثر، وكما يحدث في أطوار حياتنا البشرية فقد تكون لنا متع وميول قد تختفي وتتغير في فترات أخري، فأظن أن هذا هو المغزى والتشبيه ولن تدرك عقولنا ماهية الثواب والعقاب وخاصة انه سبحانه أخبرنا على لسان رسوله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق