لكل من يروج لذلك فهو كاذب ولا يعلم الغيب لأنه لو تفكر في كلام ربنا الذى عرف لنا الموت بالنوم كما جاء في سورة الزمر الآية ٤٢ {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فمعنى ذلك أن النوم مرحلة أولية من الموت، ثم يأتي من بعد الموت بعث وحياة لمرحلة ما قبل الموت كما جاء في سورة يس الآية ٥٢ {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} معنى ذلك أن زمن ومرحلة الموت ليس لها وجود بالنسبة للميت، ولقد ضرب الله لنا مثلاً على ذلك كما جاء في سورة البقرة الآية ٢٥٩ {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ} كان عزير رجلا صالحا حافظا للتوراة، فبينما كان ماشياً على حماره مر على قرية خاوية ليس فيها بشر فوقف متعجبا وقال ﴿أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ فأماته الله مئة عام، وعندما بعثه الله لم يستطع تحديد زمن وفترة موتة، وحدث ذلك أيضاً مع فتية الكهف في الآية ١٩ من سورة الكهف {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ}.
وتأتى سورة المؤمنون لتحسم هذه المسألة في الآية ١١٣ {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ} هذا قول المبعوثين يوم القيامة والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق