ورد ذكر اليهود وما سيئول إلية حالهم بسبب قتلهم الأنبياء وإفسادهم في الأرض في عدة سور:
فكما جاء في سورة الأحزاب الآية ٢٦{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} وأنزل الله يهود بني قريظة الذين ظاهروهم أي أيدوا الأحزاب والتكتلات ضد المسلمين وكانوا لهم عوناً في قتال المسلمين، من صياصيهم أي من حصونهم وألقى في قلوبهم الخوف فهزمتموهم فتقتلون منهم فريقا وتأسرون فريقا آخر، وفي الآية ٢٧{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} تطئوها أي لم تتمكنوا مِن السير عليها من قبل.
وكما جاء في سورة الإسراء الآية ٤ {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} والآية ٥ {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} فإذا وقع منهم الإفساد الأول سلطنا عليهم عبادا لنا ذوي بأس أي قوة شديدة فجاسوا أي فطافوا بين ديارهم مفسدين وكان ذلك وعدا لا بد من وقوعه، وفي الآية ٦ {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} ثم رددنا أي أعدنا لكم يا بني إسرائيل الكرة أي الغلبة على أعدائكم وأكثرنا أرزاقكم وأولادكم وقويناكم وجعلناكم أكثر نفيرا أي أكثر عددا، وفي الآية ٧ {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} فإذا جاء وعد الآخرة أي فإذا حان موعد الإفساد الثاني سلطنا عليكم أعداءكم مرة أخرى ليسوءوا أي ليذلوكم ويخزوكم فتظهر آثار الإهانة والمذلة على وجوهكم وليدخلوا المسجد أي بيت المقدس كما دخلوه أول مرة ولِيتبروا أي وليدمروا كل ما علوا أي ما استولوا علية ووقع تحت أيديهم تتبيرا أي تدميرا كاملا، والآية ٨ {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} حصيرا أي سجنا محصورين فيه.
وكما جاء في سورة الحشر الآية ٢ {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ} من أهل الكتاب وهم يهود بني النضير وإخراجهم من مساكنهم التي جاوروا بها المسلمين حول المدينة، لأول الحشر وهذا أول إخراج لهم من جزيرة العرب إلى الشام، ما ظننتم أيها المسلمون أن يخرجوا من ديارهم بهذا الذل والهوان لشدة بأسهم وقوة منعتهم وظن اليهود أن حصونهم تدفع عنهم بأس الله ولا يقدر عليها أحد فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا أي خطر لهم ببال ولم يتوقعوا، وألقى في قلوبهم الخوف والفزع الشديد يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاتعظوا يا أصحاب البصائر السليمة والعقول الراجحة بما جرى لهم، والآية ٣ {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ} الجلاء أي الخروج من ديارهم، والآية ٤ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} شاقوا أي خالفوا.
هذا هو وصف ربنا لهم فيجب أن نتأكد جميعاً أن وعد الله عليهم لآت بلا شك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق