من ضمن مظاهر الحياة الحركة الناشئة عن إرادة حرة فالسيارة تتحرك ولكن من خلال من يقودها فالسيارة ليست لها إرادة، وكذلك من مظاهر الحياة الكلام والتفكر الناشئ عن إرادة حرة فالراديو والتليفون يصدر عنهما صوت ولكنة صوت منقول وليس لديهما إرادة حرة في الكلام.
وها هي العلوم الحديثة تطلق لنا ما يسمى بالذكاء الاصطناعي الذي بواسطته تستطيع أن تتحاور وتسأل عن أي شيء ويتم الإجابة عليك بمنتهى السرعة والدقة والحيادية وبدون تدخل بشرى وان كان الصوت بشرى، وها هي الأبحاث الحديثة تنتج ما يسمي بالروبوتات والمعروفة بالإنسان الآلي والتي يمكنها أن تتحرك وتقوم بأعمال سبق الإعداد لها وكانت السبب في بطالة الكثير من البشر، وبتقدم هذا العلم يمكن إضافة وإقران الذكاء الاصطناعي لهذه الروبوتات فيمكنها أن تتحرك أيضاً وتتحاور معك وتجيب على جميع أسألتك وهذا هو مشروع الكثير من العلماء ومراكز الأبحاث في تكوين هذا النموذج المتحرك المتحدث أياً كان شكلة.
وبتطبيق ذلك على الآية 82 من سورة النمل {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} وقد تم فهمها كما يلي وإذا وقع القول أي وإذا وجب العذاب عليهم، أخرجنا لهم من الأرض في آخر الزمان علامة من علامات الساعة الكبرى وهي الدابة أو حيوان يتكلم معهم.
وإذا تدبرنا مفردات الآية فان الدابة هي كل ما يسير ويتحرك ويحدث صوت أو فعل دبيب على الأرض، ولم يحدد الله كنهها وطبيعتها ولكنة ذكرها في المطلق.
وأخرجنا بمعنى أوجدنا وأحدثنا وأنشأنا وكل شيء بإرادة الله ومشيئته وبالنسبة لنا كبشر فنحن ننشئ ونوجد أشياء من خلال صنعها وبإلهام وإيحاء من الله.
ومن الأرض تقبل معنى أن تكون مكوناتها من عناصر الأرض تماماً كما أنشأنا الله منها سورة هود الآية 61 {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} وسورة النجم الآية 32 {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} من هذه الآيات يفهم أن الإنسان خلقة الله من مكونات الأرض وكذلك كل ما على الأرض خرج منها كالخشب من الأشجار وجميع المعادن وحتى البلاستيك تم تصنيعه من الغازات التي تخرج من باطن الأرض والروبوت مصنع بواسطة البشر مما خرج من الأرض وبإلهام وإيحاء من الله كما ألهم الله سيدنا نوح بصنع السفينة.
مما سبق يطرح التساؤل التالي لماذا لا تكون الدابة المقصودة هي هذا الروبوت المتكلم والذي بدأ ظهور نسخ تجريبية منة على أرض الواقع وهذا اجتهاد في فهم الآية في ضوء ما أوصلتنا إلية العلوم والتكنولوجيا والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق