وردت جملة الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ في سورتين وقد فسرها الأوائل على أنها الفلك أو السفن التي تجرى وتسير في البحر، وإذا تمعنا في الآية ٣٢ من سورة الشورى {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} أي السفن التي تجرى في البحر كالأعلام أي ما يهتدى به كالراية وكالجبال في عظمتها، ثم تكررت في سورة الرحمن الآية ٢٤ {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} وإذا تدبرنا الآيات الكريمة لغوياً ومن آياته تعنى معجزة أو شيء جلل وعظيم وليس مركب تسير في البحر، وله الجوار تعنى ملكيته سبحانه وتعالى لهذه السفن، الجوار المنشأت في البحر يخالف الواقع لان هذه السفن تصنع وتنشأ على اليابسة وليس في البحر.
وكلمة الجارية معناها كل ما يجري ويتحرك ويدور، ومنها جاء وصف الخادمة أو المملوكة بالجارية لأنها تتحرك وتدور في خدمة مالكها
أما كلمة الفلك فهي كناية عن السفن كما وردت ٢٣ مرة (في سورة البقرة الآية ١٦٤ وفي سورة الأعراف الآية ٦٤ وفي سورة يونس الآية ٢٢ والآية ٧٣ وفي سورة هود الآية ٣٧ والآية ٣٨ وفي سورة إبراهيم الآية ٣٢ وفي سورة النحل الآية ١٤ وفي سورة الإسراء الآية ٦٦ وفي سورة الحج الآية ٦٥ وفي سورة المؤمنون الآية ٢٢ والآية ٢٧ والآية ٢٨ وفي سورة الشعراء الآية ١١٩ وفي سورة العنكبوت الآية ٦٥ وفي سورة الروم الآية ٤٦ وفي سورة لقمان الآية ٣١ وفي سورة فاطر الآية ١٢ وفي سورة يس الآية ٤١ وفي سورة الصافات الآية ١٤٠ وفي سورة غافر الآية ٨٠ وفي سورة الزخرف الآية ١٢ وفي سورة الجاثية الآية ١٢ ).
كما وردت كلمة الجارية كناية ووصف للفلك التي تجري وتتحرك علي سطح الماء كما جاء في سورة الحاقه الآية ١١ (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ).
مما سبق فهناك فرق بين الفلك والجاريات، وإذا تدبرنا الآيات من منظور ومعطيات العلم ومداركنا فلماذا لا يكون المقصود هو الظاهرة الطبيعية المسماة بالأعاصير وهي متحركة في حركة لولبية وتنشأ وتتكون علي سطح البحر فقط بفعل تيارات الهواء ولها قدرة تدميرية هائلة وتعد ومن آيات الله وقدرته، ولها شكل مخروطي قاعدته في السماء ويطلق عليه عين الإعصار ويختلف كل إعصار عن أخر في شكل مخروطة وهيئته وقوته، من مثل هذه الآيات يتبين لك انه الحق من لدن خبير عليم، وأنه كلما قرأت القران بتدبر وتفكر تظهر لك أمور ربما كانت غائبة عن ذهنك وعن إدراك من سبقوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق