الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

الفرق بين أنشأكم وخلقكم

ورد في سوره البقرة الآية ٣٠ {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} قال الله جاعل ولم يقل خالق ومعني ذلك أن الإنسان كان موجود ومخلوق بالفعل والدليل على ذلك رد الملائكة التي تعرفت على هذ الكائن من طباعه، كما أن الخليفة يكون لكائن موجود بالفعل، ثم تأتي كلمة أنشأكم وتكررت في المصحف خمس مرات منها مرتين في سورة الأنعام الآية ٩٨  {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}، والآية  ١٣٣  {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ}.

دلالة الإنشاء هو التكوين وهو الخليفة وهو الذي ينشأ عن كائن موجود وهذا يتطابق في جميع الآيات التي ذكرت فيها كلمة أنشأكم وكانت بعيدة عن خلقكم فلقد خلق الله الإنسان وبعد ذلك جعله يتكاثر وهو ما تؤيده جميع الآيات التي وردت فيها. 

 وكما ورد في سورة هود الآية ٦١ {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}.

وفي سورة النجم الآية ٣٢  {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى}.

 وفي سورة الملك الآية ٢٣ {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ}.

الهدف من هذا الاجتهاد هو محاولة فهم كيف بدأ الله الخلق كما حثنا على ذلك في جاء في سورة العنكبوت الآية ٢٠ {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

وتكررت كلمة النشأة كاسم في هذه الآية وليست كفعل في الآيات السابقة، وهو تأكيد لما أهدف إلية فنحن في الأخرة لن نخلق ولكن نبعث وننشأ مرة أخري.

ليست هناك تعليقات: