الأحد، 17 نوفمبر 2024

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ

 ورد ذكر أشخاص وأماكن في آيات من القران ولم يتم تسميتهم لآن تسميتهم لن تؤثر على سياق والهدف من القصة القرآنية، كما آن هناك آيات الخوض فيها من باب الجدال والتشكيك وعلى سبيل المثال في سورة يوسف الآية ٢٠ {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} وشروة أي باعوه وهذه الكلمة من الأضداد في اللغة العربية اشتروه أي شراء أما شروه أي باعوه بثمن بخس أي بسعر زهيد رخيص.

واعتمد المشككون أن عملة الدرهم لم تكن موجودة في زمن يوسف ولا أدرى من أين أتوا بهذه الفرضية فعدم العلم بالشيء لا يعنى عدم وجودة، فالتعامل بالعملات بدأ منذ القدم وكان الدرهم هو وحدة قياس للأوزان وهو جزأ من اثنا عشر جزأ من الأوقية ولم يكون له شكل معين وفى عصور متقدمة تم سكه من الذهب والفضة وقد قام الفراعنة والرومان بسكها كما هو مبين في صور العملات التي تم اكتشافها والتنقيب عنها، ولقد تم ذكر الدرهم في التوراة والإنجيل في سرد نفس القصة.

كما أن زمن سيدنا يوسف يعود تقريبا ل ٢٣٠٠ سنة قبل الميلاد وبعد عصر الفراعنة ويقال في عصر الهكسوس حيث كانت توجد عملات تم اكتشافها وتوثيقها أثرياً.

ومن وجهه نظر أخرى فلو نظرنا لقصص القران فإنها تعرض القصة ومدلولاتها على المتلقين بحال عصرهم وبطريقة يفهمونها، فما جاء في سورة ق الآية ٣٨ {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} فما هو مفهوم الستة أيام هل هي بمفهوم علم البشر أم بعلم الله كما جاء في سورة الحج الآية ٤٧ {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} وهل تحتاج مشيئة الله لسبب فإرادته تكمن بين كن فيكون سورة آل عمران الآية ٤٧ {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وسورة النحل الآية ٤٠ {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فتكون الستة أيام كناية عن صغر الفترة الزمنية، فالأمثال التي يضربها الله بغرض تقريب المفهوم ليفهمه المتلقي ومن هنا يكون ذكر الدرهم بالرغم من وجودة تاريخياً إلا ليقرب مفهوم الآية للمتلقين والله أعلم.





 

ليست هناك تعليقات: