الحوت في اللعة يقصد منة الصغير والكبير من الأسماك، كما جاء فى سورة الأعراف الآية ١٦٣ {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا} بمعنى فكانت حيتانهم أي الأسماك تأتيهم يوم السبت شرعا أي دانية ظاهرة على وجه البحر، وأما الكبير منها فهو الذي ابتلع سيدنا يونس كما جاء في سورة الصافات الآية ١٤٢ {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} فالتقمه أي فابتلعه الحوت، وفى سورة القلم الآية ٤٨ {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} بمعنى ولا تكن كصاحب الحوت وهو يونس في غضبه وعدم صبره على قومه حين نادى ربه وهو مكظوم أي مملوء غما وغيظاً طالبا تعجيل العذاب لهم.
وورد ذكر الحوت في سورة الكهف في الآية ٦٣ {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} وفى الآية السابقة ٦١ تم نسب الحوت إليهما {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} وقد تم تفسير الحوت هنا بانة كان وجبة طعامهما أي سمك مجهز للإطعام أي ميت وحين تجهيزه قفز في الماء ودبت فيه الحياة وذلك غير مذكور في الآية فلم يختص الله أحد بإحياء الموتى إلا سيدنا عيسى، ولو تتبعنا تسلسل الحدث فإنهما وصلا أولاً إلي مكانهم المنشود ونسيا الحوت فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا بمعنى سبح في طريقة وغادر المكان، وفى الآية التالية عندما ادركهما الجوع وطلبا متاعهما الذى يحتوى على غذائهما تذكرا أن الحوت غير موجود، ومن هنا يمكن بيان معنى آخر اشمل وأدق وهو أن الحوت كان وسيلة إيصالهم لهذا المكان وخاصة أن الله اختص سيدنا موسى بالعديد من الآيات والمعجزات فكما كان الحوت وسيلة نجاة لسيدنا يونس كان وسيلة انتقال لسيدنا موسى وذكر ذلك أو عدم ذكرة لا يؤثر على سياق الآية والأحداث والله اعلم.
فقراءتك للقرآن بتدبر وتفكر ستتيح لك في كل مرة فهم معاني مختلفة كُل علي حسب علمه وثقافته، ولا تقيد وتحصر نفسك في آراء غيرك فهم ليسوا معصومين من الخطأ والزلل فهم بشر مثلك وربما تكون أفضل منهم بعلمك ومعارفك وآليات عصرك واعلم تماما أن الله سيحاسبك برحمته ومغفرته إذا أحسنت عبادته وحده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق