الأربعاء، 8 يونيو 2022

يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ

 ورد في سورة النور الآية 35

للَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

كَمِشْكَاةٍ وهي موضع الفتيل في المصباح أو القنديل وذلك المصباح في زجاجة كأنها لصفائها كوكب دُرِّيٌّ أي مضيء كالجواهر، يوقد المصباح من زيت شجرة مباركة وهي شجرة الزيتون لا شرقية ولا غربية أي أنها تتعرض لأشعة الشمس بصورة متوسطة في مكان من الأرض لا إلى الشرق ولا إلى الغرب وهذا هو المناخ المناسب لها، يكاد زيتها لصفائه يضيء من نفسه قبل أن تمسه النار، نور علي نور.

إذا تتبعنا تسلسل الآية في وصف نور الله فنلاحظ ما يلي:

- كأنه كوكب دري وهذا ما يحدث مع الكواكب عندما يسلط عليها ضوء الشموس التي تتبعها فإنها تضيء وهذا ما يحدث تماما عند تعرض زيت الزيتون لمصدر ضوء.

- يكاد زيتها يضيء لقد أثبت العلم الحديث أن لون زيت الزيتون الأخضر سببه مادة الكلوروفيل التي تمتص ضوء الشمس وتحوله الي طاقة وحسب نظرية نيوتن فان الطاقة لا تفني ولا تستحدث من العدم، فعند تعرض زيت الزيتون النقي الطبيعي إلي شعاع ضوئي فانة يتوهج بلون احمر ولتجربة الأمر بنفسك استخدم ضوء كشاف الإضاءة في الهاتف المحمول إذا كان زيت الزيتون أصلي سوف يحدث انعكاس لضوء أحمر داخل الزجاجة.

- نور على نور لن يدرك معناها إلا من يعرف نظرية الكم ومفادها بصورة مبسطة الضوء المتراكب هو أحد أهم المفاهيم في فيزياء الكم ويشير إلى قدرة الضوء على إظهار تأثيرات التداخل فيطلق على مجال الضوء انه متراكب مثل الضوء المنبعث من أشعة الليزر فموجات الضوء المترابط لها فرق موجي ثابت أي لديها نفس التردد ونفس الطول الموجي وعندما تتقابل موجتان فإنهما يتداخلا ويتراكبا وهذا ما يسمى بمبدأ التراكب فالتراكب يعني واحد على الآخر فعندما يقول الله في كتابه الحكيم نور على نور فهذا يدل على تراكب موجات الضوء وهو ما يكون شعاع الليزر القوي في شدته.

من عرف هذه الخاصية منذ 1500 عام إلا خالق عليم بما خلقه، وليثبت بأن ما جاء بالقران على لسان رسوله هو الحقيقة المؤكدة.

ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ

 ورد في سورة المؤمنون الآيات 14

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ

هذه الآية الكريمة تبين لنا مراحل تكون الجنين من نطفة الى علقة أي دمًا أحمر يعلق في جدار الرحم فخلقنا العلقة مضغة أي قطعة لحم قدر ما يمضغ فخلقنا المضغة اللينة عظامًا فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله الذي أحسن كل شيء خلقه.

ذكر المفسرون أن أنشأناه خلقاً آخر بأنه بنفخ الروح فيه ولم يدركوا أن النطفة بها حياة أيضاُ، وأن كلمة خلقاً آخر تعني خلقاً مختلفاً وهو واقع الجنين الذي يعتمد على امه في غذائه وتنفسه من خلال الحبل السري أو المشيمة وعندما تحين لحظة ولادته يفقد كل اعتماده على امه ويتحول الي خلق آخر يعتمد على نفسه في الحصول على غذائه وتنفسه من خلال رئتيه وليس دم امه.

الثلاثاء، 7 يونيو 2022

فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ

 ورد في سورة المؤمنون الآيات 27

فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ

ظن كثير من المفسرين أن المقصود بكل زوجين هو من كل خلق الله فلو كان كذلك لما اتسعت السفينة لهذا الكم الهائل والمتنوع ولكنني أظن وهو أقرب للمنطق أن كل زوجين من المخلوقات التي كانت تعيش معه في هذه البيئة.

السبت، 4 يونيو 2022

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ

 ورد في سورة الكهف الآية 9

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً

لم يتفق أحد من المفسرين على معني كلمة الرقيم وقيل اللوح الذي كتبت علية أسمائهم وقال آخرون اسم الجبل أو القرية أو الوادي وغيرها من الأسماء.

وبالنظر إلى سياق الآية فنجد أن هناك أصحاب الكهف وهناك معهم الرقيم من خلال واو العطف، والرقيم في اللغة تعني رقم أو عدد.

ثم أن هؤلاء الفتية الذين فروا من قومهم هم بالتأكيد معروفون لقومهم أفراداً وعدداً.

ولم يتطرق أحد إلى اعتبار أن الكهف كان به من يقيم فيه وغير معروف عددهم وأن هؤلاء الفتية المعروفون العدد والموصوفون بالرقيم كناية عن عددهم حلوا عليهم فبالتالي أصبح العدد الإجمالي غير معروف وأصبحوا جميعاً نياماً وموصوفون بأهل الكهف.

ثم يأتي الشق الثاني وهو إذا كانوا الفتية فروا اليوم من قومهم فكيف يبعثون أحدهم لإحضار طعام في اليوم التالي من نفس البلدة التي فروا منها إلا إذا كان من أرسلوه هو أحد سكان الكهف ثم تتوالى الأحداث كما هو واضح في الآيات.

ثم تأتي الآية 12 ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً

وقد فسر الحزبين على انهما المؤمنون والكافرون، ولكن المنطقي أن الحزبين بناء على اجتهادي هما الطائفتين الذين وقعتا في النوم وهما الفتية ومن كانوا مقيمين في الكهف فهم من يقدروا على إحصاء مدة نومهم وليس غيرهم.

وهذا الاجتهاد لا ينفي القصة ولا يقلل من شأنها ولكنه محاولة لفهم معني الآية والله أعلم.

الجمعة، 3 يونيو 2022

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ

 ورد في سورة الكهف الآيات 86 - 90

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) عَيْنٍ حَمِئَةٍ أي عين حارة ذات طين أسود ووجد عندها قومًا قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذبهم إن لم يقروا بتوحيد الله وإما أن تحسن إليهم فتعلمهم الهدى وتبصرهم الرشاد. قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) ظَلَمَ أي كفر بربه. وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا أي سنحسن إليه ونلين له في القول ونيسر له المعاملة. ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) ثم فأخذ بتلك الأسباب واستمر في سيرة. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) حتى إذا وصل إلى مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم ليس لهم ما يسترهم ويظلهم من الشمس.

استطاع العلم الحديث والمعرفة تحديد هذا المكان بالتقريب، فالمكان الذي تتطابق فيه هذه الظروف من قصر وقرب المسافة بين شروق الشمس وغروبها هي في القطب الشمالي كما أنه في هذه المنطقة من الأرض لا توجد بها جبال أو كل ما يستر عن أشعة الشمس، وهذا المكان لم يكن معروفاً في ذلك الوقت لسكان جزيرة العرب، فمن قال ذلك هو خالق عليم بما خلقه.

الخميس، 2 يونيو 2022

وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ

ورد في سورة الإسراء الآية 64

وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا

اختلف في تفسير هذه الآية في عدة كلمات وهي: صوتك، خيلك، ورجلك

- صوتك فسرها كثيرون على أنها الغناء واللهو.

- خيلك فسروها على أنها فرسان جندك التي تركب الخيل.

- ورجلك فسروها على أنهم مشاة جنودك.

مما سبق أري أن هذه التفاسير بعيدة عن الواقع لآن الكلام موجة إلى إبليس ليستخف ويستجهل من بني ادم من يغويهم فلا أحد سمع إبليس يغني ولكن صوتك هي استعارة مكنيه عن دعوتك إليهم، وبالنسبة لخيلك ورجلك فأظن أن جنود إبليس ليسوا كجنود البشر ولا يحتاجون لتلك الأدوات، كما أن غواية إبليس لا تكون بالحرب.

والبحث في معاجم اللغة وجدت مرادفين يتناسبا مع سياق الآية وهما:

بِخَيْلِكَ أي بخيلائك وزهوك.

ورجلك أي شخصك.

ومن منطلق ذلك يكون معني الآية:

وَاسْتَفْزِزْ أي استخفف واستجهل من بني آدم بصوتك أي بدعوتك إليهم وَأَجْلِبْ أي استحضر واجمع عليهم بِخَيْلِكَ أي بخيلائك وزهوك وبما تغويهم به، وَرَجِلِكَ أي بشخصك ونفسك، واجعل نفسك شريك لهم في أموالهم بأن يكسبوها من الحرام وشريكاً في الأولاد بتزيين الزنى والمعاصي ومخالفة أوامر الله حتى يكثر الفجور والفساد وعد أتباعك منهم بالوعود الكاذبة فكل وعود الشيطان باطلة وخادعة.


فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً

 ورد في سورة الإسراء الآية 12

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا

هذه الآية تؤكد على أن هذا الكتاب من عند خالق محيط بخلقه فقال سبحانه فمحونا آيَةَ اللَّيْلِ وذلك لأن الأساس في الكون هو الظلمة وأن النهار عارض مؤقت جعله الله لتبصروا كيف تتصرفون في أعمالكم فيه، كما أن المحو والإزالة لا تكون إلا لشيء واقع أساسي لا لشيء عارض مؤقت وهو النهار.

الأربعاء، 1 يونيو 2022

إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ

 ورد في سوره الحجر الآية 18

إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ

وقد فسرت على أنه من يحاول من الشياطين اختلاس واستماع ما يدور في السماء فيصيبه شهاب عظيم.

فمن البحث في آيات القران فقد كانت الجن يمكنهما الخروج من الأرض الى السماء حيث أن الله حينما طرد ادم وإبليس طردهم في الأرض وأصبحت الجن بعد بعثة محمد لا يستطيعون مغادرتها وذلك من خلال الآيات الواردة في سوره الجن الآية 8-11

وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)

وقد فسرت الآيات لغوياً بعيد عن إعمال العقل لأنه ببساطه لو قالت الجن ذلك لأيقنت من وجود الله ثانياً وهو المهم أن الله يعلم الغيب ولم يطلع عليه أحد ولم يكن لاحد الاطلاع عليه مهما بلغ من العلم والقوه، وبالنسبة لكلمة يسمعون فهي كناية عن القرب والدنو منها.

ومن هذا المنطلق فإن الآية توضح وتؤكد على مفهوم عدم مقدرة الشياطين على مغادرة الأرض إلي السماوات.

الأحد، 29 مايو 2022

وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا

 ورد في سورة يونس الآية 24

وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

والظن هو الاعتقاد من غير يقين، وهذا هو حال أهل الأرض في عصرنا الحالي فالتكنولوجيا والعلوم مكنت من التحكم في كثير من الأشياء كإزالة أجزاء من الجبال وشق القنوات وإسقاط المطر وزراعة نباتات في غير أوانها ومواطنها وإنتاج سلالات لم تكن موجودة والي غير ذلك ومازال العلم في تقدم واكتشافات كانت بعيدة عن الخيال.

فمن تطرق الي ذلك هو خالق عليم بما سيكون من قدره خلقة في الأرض.

وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً

 ورد في سورة يونس الآية 19

وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

لو تأملنا دلالة أمة واحدة أي ليس بينها اختلاف وهذا الخلاف يحدث إذا كان هناك عقيدة فالعقيدة هي التي تحدث الخلاف، هذا مؤمن وهذا كافر وهلم جرا.

من ذلك استنبط أن هناك أمة من الناس عاشت قبل أن يجعل الله آدم خليفة في الأرض وبدأ الاختلاف حينما قتل ابن آدم أخية.

يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ

 القرآن ليس كتاب علم ولكن حينما ينزل الله آية فيطلب منا أن نتدبر ونتفكر فيها فكل منا يفهمها بطريقته وإدراكه ودرجة علمه كما أمرنا الله بذلك في الكثير من الآيات

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت 

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

فإذا تدبرنا الآية 30 من سورة الأنبياء

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ

وقد فسر الأولون هذه الآية بأن السماء والأرض كَانَتَا رَتْقًا أي كانتا ملتصقتين لا فاصل بينهما فَفَتَقْنَاهُمَا أي ففصلناهما بقدرتنا.

وقد تناول العلم الحديث نشأة الكون وخلص الي نظرية أطلق عليها الانفجار العظيم أو نظرية السديم ومفادها أن تجمع غازي أو دخان أساسه غاز الهيدروجين تسبب في انفجار عظيم نتج عنة تكون النجوم والكواكب والمجموعات الشمسية وان هذا الانفجار ما زال في تمدد مستمر حتى الآن وتم قياسه وأن عملية التوسع الكوني لا يمكن لها أن تستمر إلي ما لا نهاية‏ وذلك لأن قوة الدفع إلي الخارج الناتجة عن الانفجار الكوني في تناقص مستمر‏‏ وسوف يؤدي هذا التناقص التدريجي في سرعة توسع الكون إلي الوصول به إلي مرحلة تتغلب فيها قوي الجاذبية علي قوي الدفع إلي الخارج‏‏ فيبدأ الكون في الانكماش علي ذاته حتي يعود إلي حالة مشابهة تماما لحالته الأولي التي ابتدأ منها خلق الكون‏.

ولما كان القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏ فلابد أن تكون كل آية في القرآن حقيقة مطلقة.‏

فلو قارنا ما استنبطه العلم الحديث وما ذكره القران منذ أكثر من 14 قرن لخلصنا لما يلي

- جاء القرآن مؤكدا أن جميع أجرام السماء في حركة مستمرة إلى أجل مسمي‏‏ وأن السماء ذاتها في توسع مستمر إلى أجل مسمي‏‏ كما جاء في سورة الذاريات الآية 47

وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ

- أن السماوات والأرض كانتا في الأصل جرما واحدا ففتقهما الله كما جاء في سورة الأنبياء الآية 30

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ

‏‏ والرتق‏‏ في اللغة عكس الفتق‏‏ لأن الرتق هو الضم والالتحام يقال رتقت الشيء فارتتق أي فالتأم والتحم‏ والفتق‏‏ هو الفصل والشق والانشطار‏.

والمعني الواضح لنا من هذه الآية أن السماوات والأرض كانتا في الأصل شيئا واحد متصلا‏‏ ملتئما‏‏ وملتحما‏‏ ففتقه ربنا بأمر منه إلى الأرض والسماوات‏.‏

- تحولت مادة هذا الجرم الأول إلي الدخان الذي خلقت منه الأرض والسماء‏‏ كما في سورة فصلت الآية 11 ‏

ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ

- أن الكون الذي نحيا فيه هو مخلوق له بداية‏ ‏وبالتبعية له نهاية كما وضحها سبحانه في الآية 104 في نفس سورة الأنبياء

يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ

ولو تدبرنا هذه الآية لظهر لنا بلاغة القرآن في تشبيه نهاية الكون كطي الكتاب بعد أن كان مفتوحاً على مصراعيه انغلق وطوي كان لم يفتح.

- ثم ينفتق مرة أخري بعد أن ينكمش إلى سحابة من الدخان تخلق منها أرض غير أرضنا الحالية‏‏ وسماوات غير السماوات وهنا تتوقف رحلة الحياة الأولي وتبدأ رحلة الآخرة كما جاء في سورة إبراهيم الآية 48

يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

من هذا الاجتهاد يتضح أنه كلما تقدمت العلوم والمعرفة نجد أن الإسلام قد تطرق إليها والله أعلم.

وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ

القرآن ليس كتاب علم ولكن حينما ينزل الله آية فيطلب منا أن نتدبر ونتفكر فيها فكل منا يفهمها بطريقته وإدراكه ودرجة علمه كما أمرنا الله بذلك في الكثير من الآيات

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت 

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

فإذا تدبرنا الآية 30 من سورة الأنبياء

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ

وقد فسر الأولون هذه الآية بأن السماء والأرض كَانَتَا رَتْقًا أي كانتا ملتصقتين لا فاصل بينهما فَفَتَقْنَاهُمَا أي ففصلناهما بقدرتنا.

وقد تناول العلم الحديث نشأة الكون وخلص الي نظرية أطلق عليها الانفجار العظيم أو نظرية السديم ومفادها أن تجمع غازي أو دخان أساسه غاز الهيدروجين تسبب في انفجار عظيم نتج عنة تكون النجوم والكواكب والمجموعات الشمسية وان هذا الانفجار ما زال في تمدد مستمر حتى الآن وتم قياسه وأن عملية التوسع الكوني لا يمكن لها أن تستمر إلي ما لا نهاية‏ وذلك لأن قوة الدفع إلي الخارج الناتجة عن الانفجار الكوني في تناقص مستمر‏‏ وسوف يؤدي هذا التناقص التدريجي في سرعة توسع الكون إلي الوصول به إلي مرحلة تتغلب فيها قوي الجاذبية علي قوي الدفع إلي الخارج‏‏ فيبدأ الكون في الانكماش علي ذاته حتي يعود إلي حالة مشابهة تماما لحالته الأولي التي ابتدأ منها خلق الكون‏.

ولما كان القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏ فلابد أن تكون كل آية في القرآن حقيقة مطلقة.‏

فلو قارنا ما استنبطه العلم الحديث وما ذكره القران منذ أكثر من 14 قرن لخلصنا لما يلي

- جاء القرآن مؤكدا أن جميع أجرام السماء في حركة مستمرة إلى أجل مسمي‏‏ وأن السماء ذاتها في توسع مستمر إلى أجل مسمي‏‏ كما جاء في سورة الذاريات الآية 47

وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ

- أن السماوات والأرض كانتا في الأصل جرما واحدا ففتقهما الله كما جاء في سورة الأنبياء الآية 30

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ

‏‏ والرتق‏‏ في اللغة عكس الفتق‏‏ لأن الرتق هو الضم والالتحام يقال رتقت الشيء فارتتق أي فالتأم والتحم‏ والفتق‏‏ هو الفصل والشق والانشطار‏.

والمعني الواضح لنا من هذه الآية أن السماوات والأرض كانتا في الأصل شيئا واحد متصلا‏‏ ملتئما‏‏ وملتحما‏‏ ففتقه ربنا بأمر منه إلى الأرض والسماوات‏.‏

- تحولت مادة هذا الجرم الأول إلي الدخان الذي خلقت منه الأرض والسماء‏‏ كما في سورة فصلت الآية 11 ‏

ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ

- أن الكون الذي نحيا فيه هو مخلوق له بداية‏ ‏وبالتبعية له نهاية كما وضحها سبحانه في الآية 104 في نفس سورة الأنبياء

يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ

ولو تدبرنا هذه الآية لظهر لنا بلاغة القرآن في تشبيه نهاية الكون كطي الكتاب بعد أن كان مفتوحاً على مصراعيه انغلق وطوي كان لم يفتح.

- ثم ينفتق مرة أخري بعد أن ينكمش إلى سحابة من الدخان تخلق منها أرض غير أرضنا الحالية‏‏ وسماوات غير السماوات وهنا تتوقف رحلة الحياة الأولي وتبدأ رحلة الآخرة كما جاء في سورة إبراهيم الآية 48

يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

من هذا الاجتهاد يتضح أنه كلما تقدمت العلوم والمعرفة نجد أن الإسلام قد تطرق إليها والله أعلم.

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا

 القرآن ليس كتاب علم ولكن حينما ينزل الله آية فيطلب منا أن نتدبر ونتفكر فيها فكل منا يفهمها بطريقته وإدراكه ودرجة علمه كما أمرنا الله بذلك في الكثير من الآيات

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت 

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

فإذا تدبرنا الآية 30 من سورة الأنبياء

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ

وقد فسر الأولون هذه الآية بأن السماء والأرض كَانَتَا رَتْقًا أي كانتا ملتصقتين لا فاصل بينهما فَفَتَقْنَاهُمَا أي ففصلناهما بقدرتنا.

وقد تناول العلم الحديث نشأة الكون وخلص الي نظرية أطلق عليها الانفجار العظيم أو نظرية السديم ومفادها أن تجمع غازي أو دخان أساسه غاز الهيدروجين تسبب في انفجار عظيم نتج عنة تكون النجوم والكواكب والمجموعات الشمسية وان هذا الانفجار ما زال في تمدد مستمر حتى الآن وتم قياسه وأن عملية التوسع الكوني لا يمكن لها أن تستمر إلي ما لا نهاية‏ وذلك لأن قوة الدفع إلي الخارج الناتجة عن الانفجار الكوني في تناقص مستمر‏‏ وسوف يؤدي هذا التناقص التدريجي في سرعة توسع الكون إلي الوصول به إلي مرحلة تتغلب فيها قوي الجاذبية علي قوي الدفع إلي الخارج‏‏ فيبدأ الكون في الانكماش علي ذاته حتي يعود إلي حالة مشابهة تماما لحالته الأولي التي ابتدأ منها خلق الكون‏.

ولما كان القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏ فلابد أن تكون كل آية في القرآن حقيقة مطلقة.‏

فلو قارنا ما استنبطه العلم الحديث وما ذكره القران منذ أكثر من 14 قرن لخلصنا لما يلي

- جاء القرآن مؤكدا أن جميع أجرام السماء في حركة مستمرة إلى أجل مسمي‏‏ وأن السماء ذاتها في توسع مستمر إلى أجل مسمي‏‏ كما جاء في سورة الذاريات الآية 47

وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ

- أن السماوات والأرض كانتا في الأصل جرما واحدا ففتقهما الله كما جاء في سورة الأنبياء الآية 30

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ

‏‏ والرتق‏‏ في اللغة عكس الفتق‏‏ لأن الرتق هو الضم والالتحام يقال رتقت الشيء فارتتق أي فالتأم والتحم‏ والفتق‏‏ هو الفصل والشق والانشطار‏.

والمعني الواضح لنا من هذه الآية أن السماوات والأرض كانتا في الأصل شيئا واحد متصلا‏‏ ملتئما‏‏ وملتحما‏‏ ففتقه ربنا بأمر منه إلى الأرض والسماوات‏.‏

- تحولت مادة هذا الجرم الأول إلي الدخان الذي خلقت منه الأرض والسماء‏‏ كما في سورة فصلت الآية 11 ‏

ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ

- أن الكون الذي نحيا فيه هو مخلوق له بداية‏ ‏وبالتبعية له نهاية كما وضحها سبحانه في الآية 104 في نفس سورة الأنبياء

يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ

ولو تدبرنا هذه الآية لظهر لنا بلاغة القرآن في تشبيه نهاية الكون كطي الكتاب بعد أن كان مفتوحاً على مصراعيه انغلق وطوي كان لم يفتح.

- ثم ينفتق مرة أخري بعد أن ينكمش إلى سحابة من الدخان تخلق منها أرض غير أرضنا الحالية‏‏ وسماوات غير السماوات وهنا تتوقف رحلة الحياة الأولي وتبدأ رحلة الآخرة كما جاء في سورة إبراهيم الآية 48

يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

من هذا الاجتهاد يتضح أنه كلما تقدمت العلوم والمعرفة نجد أن الإسلام قد تطرق إليها والله أعلم.

الخميس، 26 مايو 2022

كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ

 ورد في سورة الأعراف الآية 166

فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ

فسر كثيرون كونوا قردة خاسئين أي أن الله سخطهم لقردة، ولكن السخط له معني آخر أعظم وأذل وهو طمس عقولهم وجعلها كعقول القردة لا تجدي فيها موعظة ولا تدرك شيئا.

مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا

 ورد في سورة الأعراف الآية 20

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 

فسر الجميع هذه الآية الكريمة كما يلي فألقى الشيطان لآدم وحواء وساوسه لإيقاعهما في معصية الله تعالى بالأكل من تلك الشجرة التي نهاهما الله عنها ولتكون عاقبتهما انكشاف سَوْآتِهِمَا أي عورتهما.

إذ تدبرت كلمة سَوْآتِهِمَا فهي تقبل أيضاً معني عيوبهما البشرية ومنها الموت والفناء، ومن هنا كانت وسوسه الشيطان لهما للتغلب على هذه السوءة والعيب وإقناعهما بالأكل من الشجرة التي ادعي واقسم لهما أنها تجعلهما خالدين والتي نهاهما ربهم بالأكل منها اختبارا لهما بإطاعة أمره، وذلك ليس إنكار لمعني العورة بمفهومها ولكنها من ضمن عورات الإنسان وسوأته.

الأربعاء، 25 مايو 2022

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ

 ورد في سورة الأعراف الآية 11

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ

إذ تدبرت كلمة صورناكم وكانت مرادفة وتابعة لكلمة خلقناكم أي أن الخلق مغاير للتصوير والله سبحانه هو البليغ العليم لا يفوته شيء، فالخلق يختص به الله دون غيره من العدم، والتصوير هو جعل هذه الخلقة محسنة بالعلم والسلوك والعقل الذي هو أساس كل شيء وهو الذي ميز الإنسان وفضله عن جميع مخلوقات الله بما فيهم الملائكة حينما طلب منهم الله إخباره بأسماء ومدلولات الأشياء كما جاء في سورة البقرة

وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)

فردت الملائكة بعدم معرفتها وقالت

 قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)

ما أهدف إليه هو محاولة فهم كيف بدأ الله الخلق كما حثنا على ذلك في العديد من الآيات

 قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

مما سيقودنا لنظريات العلم الحديث وتطابقها مع ما جاء في القران فإن القران هو الحقيقة المطلقة.

وقد قمت بتناول هذا الموضوع من خلال هذه المدونة تحت عنوان هل تتعارض نظريه النشوء والارتقاء المعروفة بنظريه دارون مع الإسلام، وقد استندت في تحليلي لآيات القران في إثبات ذلك والله اعلم.

الثلاثاء، 24 مايو 2022

الفرق بين أنشأكم وخلقكم

 ورد في سوره البقرة الآية 30

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ

قال الله جاعل ولم يقل خالق ومعني ذلك أن الإنسان كان موجود ومخلوق بالفعل والدليل على ذلك رد الملائكة التي تعرفت على هذ الكائن من طباعه، كما أن الخليفة يكون لكائن موجود بالفعل، ثم تأتي كلمة أنشأكم وتكررت في المصحف خمس مرات منها مرتين في سورة الأنعام

وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) الأنعام

وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) الأنعام

دلالة الإنشاء هو التكوين وهو الخليفة وهو الذي ينشأ عن كائن موجود وهذا يتطابق في جميع الآيات التي ذكرت فيها كلمة أنشأكم وكانت بعيدة عن خلقكم فلقد خلق الله الإنسان وبعد ذلك جعله يتكاثر وهو ما تؤيده جميع الآيات التي وردت فيها.

وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) هود

الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (23) الملك

الهدف من هذا الاجتهاد هو محاولة فهم كيف بدأ الله الخلق كما حثنا على ذلك في العديد من الآيات

 قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

وتكررت كلمة النشأة كاسم في هذه الآية وليست كفعل في الآيات السابقة، وهو تأكيد لما أهدف إلية فنحن في الأخرة لن نخلق ولكن نبعث وننشأ مرة أخري.

كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ

 ورد في سورة الأنعام الآية 133

وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ

لم يوفق أحد لبيان معني من ذريه قوم آخرين وقد تطرق البعض الي هذا المعني: أي كما أحدثتكم وأوجدكم من نسل قوم آخرين كانوا قبلكم، ولم يتم تحديد من هم هؤلاء القوم؟

وإذا تتبعنا المعني اللفظي لكلمة أنشأكم تعني خلقكم وأوجدكم وأخرجكم من ذرية أي من نسل، وكلمة أخرين تعني أنهم مختلفين عنا، وهذا يفتح المجال للبحث عن ماهية هؤلاء القوم وكما حثنا على ذلك ربنا في البحث عن كيف بدأ الله الخلق.

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

 مما سيقودنا لنظريات العلم الحديث وتطابقها مع ما جاء في القران فإن القران هو الحقيقة المطلقة.

وقد قمت بتناول هذا الموضوع من خلال هذه المدونة تحت عنوان هل تتعارض نظريه النشوء والارتقاء المعروفة بنظريه دارون مع الإسلام، وقد استندت في تحليلي لآيات القران في إثبات ذلك والله اعلم.

يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ك

 كلما تدبرنا في كلمات ربنا لتبين لنا أن هذا كلام خالق أعلم بحال خلقة فكما جاء في سوره الأنعام آية 125

فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ

وقال المفسرون أن المقصود هو الصعود للمناطق العالية كالجبال مثلاً وهذا حقيقي لأنه كلما ارتفعنا قلت نسبة الأكسجين فنشعر في ضيق في التنفس، ولكن حال الآية الصعود في السماء وهذا أمر لم يعرفه أهل هذا الزمان وتم اكتشافه حديثاً من خلال مركبات الفضاء وعمل بدل فضائية لتعادل الضغط ونسبة الأكسجين ولولاها لما استطاع أحد تحمل ذلك، وهذا تشبيه لم يكن ليدرك دلالته إلا في عصرنا الحالي.

الاثنين، 23 مايو 2022

وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ

ورد في سورة الأنعام الآية 98

وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ

لقد اختلف في تفسيرها وإنني أري أن الآية اختصت بالخلق والإنشاء فبالتبعية يحتاج الخلق الي مستقر يعيشون فيه وهو الأرض، والمستودع بعد مماتهم في القبر. 


فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ

 جاء في سورة الأنعام الآية 89

أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ

وقد اختلف في تفسيرها وقد قيل في تفسيرها أن أهل مكة هم من كفروا بها والمهاجرين والأنصار على أنهم من وكلوا وآمنوا بها، وهذا تفسير بعيد عن سياق الآية ومحتواها لأن الآية تتحدث عن الأنبياء الذين أتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة، ولو استعرضنا الآية السابقة لها مباشرة 88

ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

ومعناها أن لو أن هؤلاء الأنبياء أشركوا بالله على الفرض والتقدير لبطل عملهم، وبالرجوع إلى فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فبنفس الهدف فإن يجحد بهذه الكتب هؤلاء الأنبياء على سبيل الفرض فإنه في هذه الحالة نوكل بها قومًا آخرين ليسوا بها بكافرين، وتأتي الآية التالية لتؤكد أن هذا الكلام عن هؤلاء الأنبياء الآية 90

أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ

الأحد، 22 مايو 2022

تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ

 ورد في العديد من آيات القران من طرق العذاب ما يلي

تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ

وقد فسرها الأوائل بأن تقطع اليد اليمني تقابلها الرجل اليسرى اعتماداً على كلمة خلاف وتناسوا أن خلاف تقبل معني آخر وهو ما يلي وما يخلف أي اليد اليمني ثم اليسرى وهذا أقرب للمنطق ومما يطيل العذاب، فعند تطبيق حد السرقة في السارق تقطع يد واحدة وإذا لم يرتدع وكررها مرة ثانية تقطع اليد التالية ثم الأرجل بالتتابع، هذا والله أعلم.

الجمعة، 20 مايو 2022

هل تتعارض نظرية دارون مع ما جاء في القرآن

هل تتعارض نظرية دارون مع ما جاء في القرآن، أولاً لا يستطيع أحد أن ينكر وجود الحفريات التي يعُثر عليها ويفسرها العلم من خلال نظريات وحيث أن الإسلام دين العلم وإعمال العقل ويحُث على التدبر فيما حولنا كما أمرنا الله في محكم آياته التالية:

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت 

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

وإذا تدبرنا الآية 30 من سورة البقرة:

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ

فعندما أراد الله أن يجعل في الأرض خليفة والمعروف أن الخليفة يكون لكائن موجود بالفعل، وعندما ردت الملائكة بأن هذا الكائن همجي يسفك الدماء وهو ما ينطبق على مواصفات الإنسان البدائي الأول مع العلم بأن الملائكة لا تعلم الغيب فمن أين عرفت هذه المعلومة إن لم يكن هذا الإنسان موجود بالفعل.

إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص

وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) البقرة

وكان خلق آدم متقدم على جعله خليفه في الأرض ومن منطلق أن إرادة الله تكمن بين كن فيكون فمنح الله هذا الكائن العقل والتفكر والتعلم بمعني سواه فعلمة الله أسماء الأشياء ومدلولاتها ليميزه عن مخلوقاته جميعها بالعلم والعقل، ومن هنا كانت بداية آدم من ذرية هذا الكائن الهمجي الذي يسفك الدماء والذي تحول بإرادة الله ومشيئته إلى هذا الكائن العاقل والذي لم يكن شيئاً ذو أهمية من قبل ومثله مثل جميع الحيوانات التي ليس لها ذكر وبصمة وهنا أكمل الله إرادته لهذا الكائن بقولة وإرادته تعالى بتسويته.

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر

ووردت نفس الآية في سورة ص آية 72

والتسوية لا تكون إلا لموجود وكائن بإعطائه العقل ووهبه الحياة المدركة العاقلة.

وإذا تدبرنا الآيات:

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) المؤمنون

وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً (14) نوح

المعروف أن السلالة هي طور من أطوار النشأة والتطور فالإنسان الأول خلق بإرادة الله من الطين مثله مثل سائر الحيوانات، ثم ورد في سورة نوح كلمة الأطوار تأكيد بأن ذلك الإنسان تدرج في التطور وهناك فرق شاسع بين التطور والنمو ثم تأتى الآية التي ميزت هذا الكائن والذي وهبة الله العقل في سورة الانفطار ثم التعديل إلى الأحسن تم بعد الخلقة الأولى.

الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) الانفطار

ثم تتوالى الآيات التي تصف هذا الإنسان.

هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) الإنسان

أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئاً (67) مريم

وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) الأنعام

فقد وصف الله هذا الإنسان في سورة الإنسان ومريم بأنه كان نكرة في فترة من الزمان ثم تأتى سورة الأنعام لتؤكد بأن هذا الإنسان أتى من ذرية قوم آخرين فلو أخذنا بالمعنى اللفظي فإن القوم الآخرين هم الإنسان البدائي الأول، ثم أتى وصف العزيز القدير لهذا الكائن بأن خلقه على هيئته الأولى جاء بعدها تصويرة بوهبة العقل والإدراك.

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (11) الأعراف 

ومن هنا استشاط الشيطان غضباً من تفضيل بنى آدم علية وتوعدهم بالغواية.

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) البقرة

فأخرجهم الله جميعاً من الجنة التي كانت موجودة بالفعل على الأرض.

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) طـه 

والأكل من شجرة الخلد تأكيد بأن آدم كان فانياً والفناء لا يكون إلا في الدنيا وأن الجنة دار البقاء والخلود.                                                                     

قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) الأعراف

والهبوط هنا بمعنى الخروج أو النزول من هذه الجنة التي أنشأها الله لآدم.                       

قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) الأعراف

مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طـه

وكما أمرنا الله بإعمال العقل فقد طلب منا بالتفكر والبحث كيف بدأ الله الخلق.

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت

في هذه الآية ورد لفظ النشأة الآخرة وكلمة نشأة لا تأتى إلا من عدم فالبعث هو امتداد للحياة الدنيا ولكن وهب الكائن للعقل والإدراك هو في حد ذاته نشأة وهنا يجب أن نفرق بين الخلق الأول وما سمى بالبشر فالله قد خلق جميع الكائنات من الطين وجعلها تتكاثر ولكنة ميز بعضها بالعقل.

أثناء قراءتي للقرآن شدتني الآية 47 من سورة النساء

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا

فشدني كلمة نَطْمِسَ والمعني اللفظي للكلمة هو المحو والتشويه ثم حضرتني الآية التي سخط فيها الله اليهود للقردة والخنازير، ثم جاءت جملة فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا ولم توفق كتب الأولين في بيان معناها ولم يتفق عليها أحد وكان التفسير الذي اهتدوا له أن يحول الله وجوههم إلى قفاهم ويشوههم، ولكن كلمة أَدْبَارِهَا تقبل أيضاً معني ما كان من حالها في السابق وهذا تأييد بشأن الإنسان الأول الذي كان يشبه القرود.

ولمن يقلل من شأن القرد أليس القرد مخلوق من مخلوقات الله بل هو أمه مثلنا كما جاء في سوره الأنعام آية 38

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

من هذا الاجتهاد يتضح أنه كلما تقدمت العلوم والمعرفة نجد أن الإسلام قد تطرق إليها والله أعلم.