الاثنين، 23 مايو 2022

فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ

 جاء في سورة الأنعام الآية ٨٩ (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ)

وقد اختلف في تفسيرها وقد قيل في تفسيرها أن أهل مكة هم من كفروا بها والمهاجرين والأنصار على أنهم من وكلوا وآمنوا بها، وهذا تفسير بعيد عن سياق الآية ومحتواها لأن الآية تتحدث عن الأنبياء الذين أتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة، ولو استعرضنا الآية السابقة لها مباشرة ٨٨ (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

ومعناها أن لو أن هؤلاء الأنبياء أشركوا بالله على الفرض والتقدير لبطل عملهم، وبالرجوع إلى فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فبنفس الهدف فإن يجحد بهذه الكتب هؤلاء الأنبياء على سبيل الفرض فإنه في هذه الحالة نوكل بها قومًا آخرين ليسوا بها بكافرين، وتأتي الآية التالية لتؤكد أن هذا الكلام عن هؤلاء الأنبياء الآية ٩٠ (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)

ليست هناك تعليقات: