لقد استهل الله الآية وَآيَةٌ لَهُمُ على أن ما سيأتي دليل علي أنه قول خالق عليم وأن هذا القرآن ليس من قول بشر، وهو أن الله يسلخ النهار من الليل فيعم الظلام على الأرض ومعني ذلك أن الأصل في الكون هو الظلمة وتظهر بلاغة القران وإعجازه في استعارة لفظ السلخ للتعبير عن إزالة الليل وإخراج النهار.
وقد كشف العلم ومركبات الفضاء أن الظلمة تحيط بالأرض والكون بصفة عامة وأن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار هو طبقة الهواء التي تحيط بالأرض والتي بسبب انعكاسات الأشعة القادمة من الشمس على الجزيئات الموجودة في الهواء فيظهر الضياء متمثلا في النهار وتشبه هذه القشرة من الهواء الذي يحيط بالأرض بالجلد الذي يحيط اللحم، فإذا دارت الأرض سلخت حالة النهار من الليل.
ورد في سورة الإسراء الآية ١٢ {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}
هذه الآية تؤكد على أن هذا الكتاب من عند خالق محيط بخلقه فقال سبحانه فمحونا آية الليل وذلك لأن الأساس في الكون هو الظلمة وأن النهار عارض مؤقت جعله الله لتبصروا كيف تتصرفون في أعمالكم فيه، كما أن المحو والإزالة لا تكون إلا لشيء واقع أساسي لا لشيء عارض مؤقت وهو النهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق