تمت الإشارة في القران الي عدد سبع سماوات في خمس آيات
وتم ذكر السماوات بصيغة الجمع في حين أن الأرض ذكرت بصيغة المفرد فما دلالة ذلك؟
المقصود بالسماء هو الفضاء الذي يعلونا إلى ما شاء الله
وليس له نهاية وأن هذا الفضاء وكما سماه الله بالسماء ما زال الي يومنا هذا في
توسع كما جاء في سورة الذاريات الآية ٤٧ واثبة العلم وتم قياسه بما
لا يدع مجال للشك من هذا التمدد والتوسع {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا
بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}
إذا فهي سماء واحدة وفي تمدد وتوسع ثم تأتي سورة الأنبياء الآية ٣٠ {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَفَتَقْنَاهُمَا} ومعني رتقاً أي شيء واحد، ففتقناهما أي ففصلناهما.
فلماذا جمعت كلمة السماء وتركت كلمة الأرض بصيغة المفرد إلا إذا
كان مفهوم السماء لم ندركه بعد فلربما كانت السبع سماوات هي المدارات التي تدور
فيها كواكب مجموعتنا الشمسية وعددها سبعة كواكب في سبع مدارات، ولربما كانت عوالم
أخري في علم الله وهو سبحانه القائل ويخلق ما لا تعلمون، فالجزم بأنها خاصة بالأرض
التي نعيش عليها خطأ وخاصة أن كل من فسر اعتمد على فهمة وعلمة ولا توجد دلالة على
أن السماوات خاصة بالأرض ولكنها في المطلق، في حين وردت آيات آخري ذكرت السماء
الدنيا في ثلاث آيات والمقصود بها السماء أو الفضاء المحيط بالأرض، وهذا الفضاء
المحيط بالأرض هو من تحاول الشياطين اختراقه لسبب لا يعلمه إلا الله.
ورد في سورة لقمان الآية ١٠ {خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ
أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} من قال إن السماء بها أعمدة ولكننا
لا نراها فهو خالق قدير عليم بما خلقه، لأن هذا النظام الكوني لا بد له من ضوابط
تحكمه وإلا انهار على بعضة فهناك قوتان تحكمان أي جرم سماوي وهما قوة الطرد
المركزي للخارج وقوة التجاذب للداخل وبتساويهما يحدث الاستقرار وتلك القوتان
بالفعل لا نراهما، وأن الجبال لها دور مهم في الحفاظ على توازن هاتين القوتان
تماماً كما يحدث عندما ترصص إطارات السيارة لتمنع الرجة والاهتزاز وتم وصف ذلك
بكلمة أن تميد بكم.
ورد ذكر سبع سماوات طباقا أي طبقات فوق
بعضها في القران الكريم وأنها يجمعها قمر وشمس واحدة ولم يتطرق لذهن أحد معناها
الحقيقي، وها هو العلم يخبرنا بأن الغلاف الجوي فوقنا كناية على السماء يتكون من ٦
طبقات وأغلفة تختلف في تكوينها ووظيفتها وهي كما يلي:
١- طبقة التروبوسفير وهي الطبقة
الأكثر قرباً من سطح الأرض ويتراوح مداها بين ٨ و ١٤ كم غير أن سمكها يكون أقل ما
يكون في القطبين الشمالي والجنوبي كما يتكون الهواء فيها من غازات عدة مثل
النيتروجين بنسبة ٧٨ % والأكسجين بنسبة ٢١ % في حين يتكون الجزء المتبقي من غازات
ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء والأرجون كما يتواجد في هذه الطبقة هواء التَنفس
والغيوم اللازمة للحياة.
٢- طبقة الستراتوسفير ويتراوح
مداها بين ٦ و ٢٠ كم فوق سطح الأرض وقد يصل إلى ٥٠ كم، وفيها تطير الطائرات كما
يجري فيها الهواء بتيارات سريعة بشكل مواز للأرض، ويضاف لذلك بأن درجة الحرارة
فيها تزداد مع الصعود وذلك لكثرة الأوزون الطبيعي الناتج عن أشعة الشمس والقادر
على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
٣- طبقة الميزوسفير ويبلغ سمك
هذه الطبقة حوالي ٣٥ كم.
٤- طبقة الثيرموسفير وتشتعل
الشهب فيها بسبب وجود كميات من الغازات اللازمة لتوليد الاحتكاك والحرارة ويتراوح
مداها بين٩٠ و ٥٠٠ كم ويصل إلى١٠٠٠ كم بينما تصل درجة الحرارة فيها إلى١٥٠٠ درجة
مئوية وتمتاز هذه الطبقة بانخفاض كثافة الهواء فيها لذا تدور الأقمار الصناعية فيها
حول الأرض بالإضافة لذلك فإنه يحصل فيها ظاهرة الشفق حيث تصطدم جسيمات فضائية مشحونة
بجزيئات وذرات هذه الطبقة مما يؤدي إلى تحفيزها لمستويات طاقة أعلى فتقوم بعدها
الذرات بإطلاق الطاقة من خلال إصدار الضوء الذي يظهر على شكل شفق ملون مثل الشفق
القطبي الشمالي والجنوبي.
٥- طبقة الإكزوسفير تعد الطبقة
الخارجية للغلاف الجوي وتقوم هذه الطبقة بفصل الفضاء الخارجي عن طبقات الغلاف
الجوي، ويبلغ مداها حوالي ١٠٠٠٠ كم، وهو مثيل لعرض الأرض نفسها، أي أنها ضخمة جداً،
كما يتميز الغلاف الخارجي بغازاته مثل غازات الهيدروجين والهيليوم، وبالتالي ينعدم
فيها هواء التنفس كما أنها باردة.
٦- طبقة الأيونوسفير وقد سميت
بهذا الاسم نسبة إلى الأيونات التي تكونت بفعل جسيمات الطاقة من الفضاء الخارجي أو
أشعة الشمس حيث تصطدم هذه الأيونات بإلكترونات الذرات تماماً كالأشعة السينية
والأشعة فوق البنفسجية أي أن هذه الطبقة موصلة الكهرباء كما أنها تعكس أمواج
الراديو ويذكر بأن هذه الطبقة تتكون من عدة طبقات بحيث تتفاوت تبعاً للمدى والفصول
وتحصل فيها التغييرات بشكل يومي، بالإضافة لذلك فإنها تعكس جسيمات الرياح الشمسية
أيضاً وهي تيار من الجسيمات عالية التأين التي تنتجها الشمس وهي ضارة.
فإذا أضفنا لهذه الطبقات التي تعرف
عليها العلماء الفضاء الخارجي كطبقة فوق هذه الطبقات الستة فبذلك تكون السبع
سماوات وكما قال ربنا وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨) سورة ص، فكلما ذادت العلوم والمعرفة يتبين صدق وحقيقة ما جاء فيه
وهي أمور كانت خافية على الكثيرين من قبل وحتى الآن.